للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٠٨ - وعن ابن مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال: ((المرء مع من أحب)) متفق عليه.

٥٠٠٩ - وعن أنس، أن رجلاً قال: يا رسول الله! متى الساعة، قال: ((ويلك وما أعددت لها؟)). قال: ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله. قال: ((أنت مع من أحببت)). قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها. متفق عليه.

٥٠١٠ - وعن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع

ــ

تنميتها وإصلاحها. ((مح)): وفيه فضل المحبة في الله، وأنها سبب لحب الله، وفضيلة زيارة الصالحين. وأن الإنسان قد يرى الملائكة.

الحديث الخامس والسادس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ما أعددت لها)) سلك مع السائل طريق الأسلوب الحكيم؛ لأنه سأل عن وقت الساعة وإبان إرسائها، فقيل له: فيم أنت من ذكراها؟ وإنما يهمك أن تهتم بأهبتها، وتعتني بما ينفعك عند إرسائها من العقائد الحقة والأعمال الصالحة. فأجاب بقوله ((ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله)). وقوله: ((أنت مع من أحببت)) أي ملحق بهم وداخل في زمرتهم. قال الله تعالى: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}. ((خط)): ألحقه صلى الله عليه وسلم بحسن النية من غير زيادة عمل بأصحاب الأعمال الصالحة.

الحديث السابع عن أبي موسى رضي الله عنه: قوله: ((إما أن يحذيك)). ((نه)): أي أن يعطيك. يقال: أحذيته أحذيه إحذاء وهي الحذياء والحذية، انتهى كلامه. قيل: فيه إرشاد إلى الرغبة في صحبة الصلحاء والعلماء ومجالستهم؛ فإنها تنفع في الدنيا والآخرة، وإلى الاجتناب عن صحبة الأشرار والفساق؛ فإنه تضر دينا ودنيا. قيل: مصاحبة الأخيار تورث الخير، ومصاحبة الأسرار تورث الشر، كالريح إن هبت على الطيب عقبت طيبا، وإن مرت على النتن

<<  <  ج: ص:  >  >>