٥٠١٣ - ورواه في ((شرح السنة)) عن أبي مالك بلفظ ((المصابيح)) مع زوائد وكذا في ((شعب الإيمان)). [٥٠١٣]
٥٠١٤ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ((يا أبا ذر! أي عرى الإيمان أوثق؟)) قال: الله ورسوله أعلم. قال:((الموالاة في الله، والحب في الله، والبغض في الله)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٠١٤]
٥٠١٥ - وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إذا عاد المسلم أخاه أو زاره قال الله تعالى: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٥٠١٥]
ــ
قوله:((إن وجوههم لنور)) أي منورة أو ذوات نور أو هي نفس النور فهم على نور.
وقوله:((وإنهم لعلى نور)) أي على منابر من نور يشهد له الحديث السابق: ((المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء)). ((قض)): هو تمثيل لمنزلتهم ومحلهم، مثلها بما هو أعلى ما يجلس عليه في المجالس والمحافل على أعز الأوضاع وأشرفها، من جنس ما هو أبهى وأحسن ما يشاهد؛ ليدل على أن رتبتهم في الغاية القصوى من العلاء والشرف والبهاء.
الحديث الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((أي عرى الإيمان أوثق؟)) هي جمع ((عروة)) وهي ما يجعل في الأحمال والرواحل، ويجعل بين كل من العروتين شظاظ فيحمل على البعير. وهو يجوز أن يكون استعارة مصرحة بحقيقة شبه الموالاة والمحبة في الله والبغض في الله بعروة الراحلة في استيثاقها وإحكامها. فحذف المشبه به وأتى بالمشبه مضافاً إلى الإيمان؛ ليكون قرينة مانعة من إرادة الحقيقة، وأن تكون مكنية بأن يكون المشبه الإيمان والمشبه به الأعمال، ويتوهم للإيمان على سبيل التخييلية من لوازم المشبه به. وقرينتا الإضافة إليه. ويجوز أن تكون تمثيلية مثل المعلوم بالنظر والاستدلال بالشاهد المحسوس حتى يتصوره السامع، كأنه ينظر إليه بعينه، فيحكم اعتقاده والتيقن به.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((وطاب ممشاك)) القرائن الثلاث يجوز أن تحمل على الدعاء وعلى الإخبار، وقوله:((طبت)) دعاء لنفسه. و ((طاب ممشاك)) دعاء له.