للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٦١ - وعن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت؛ فهي أمانة)) رواه الترمذي، وأبو داود. [٥٠٦١]

٥٠٦٢ - وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي الهيثم بن التيهان: ((هل لك خادم؟)) فقال: لا. قال: ((فإذا أتانا سبي فأتنا)) فأتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اختر منهما)). فقال: يا نبي الله! اختر لي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

ــ

كالجود، فإنه بين الإسراف والبخل، والشجاعة فإنها بين التهور والجبن. وهذا الذي في الحديث، هو الاقتصاد المحمود على الإطلاق.

قوله: ((من أربع وعشرين جزءا)) ((قض)): كان الصواب أن يقول: ((أربعة)) على التذكير فلعله أنث على تأويل الخصلة أو القطعة؛ أو لإجراء الجزء مجرى الكل في التذكير والتأنيث. ((خط)): الهدى والسمت حالة الرجل ومذهبه. والاقتصاد: سلوك القصد في الأمور والدخول فهيا برفق؛ وعلى سبيل تمكن الدوام عليها. يريد أن هذه الخصال من شمائل الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم. وأنها جزء من أجزاء فضائلهم فاقتدوا بهم فيها وتابعوهم عليها. وليس معناه أن النبوة تتجزئ، ولا أن من جمع هذه الخصال كان نبياً؛ فإن النبوة غير مكتسبة، وإنما هي كرامة يخص الله بها من يشاء من عباده، والله أعلم حيث يجعل رسالته.

ويحتمل أن يكون معناه أن هذه الخلال جز من خمس وعشرين جزءاً مما جاءت به النبوة، ودعا إليها الأنبياء. وقيل: معناه أن من جمع هذه الخصال لقيه الناس بالتوقير والتعظيم، وألبسه الله لباس التقوى الذي ألبسه أنبياءه عليهم السلام، فكأنها جزء من النبوة. ((تو)): والطريق إلى معرفة حقيقة ذلك العدد ووجهه بالاختصاص من قبل الرأي والاستنباط مسدود؛ فإنه من علوم النبوة، وقد سبق القول في هذا المعنى في كتاب الرؤيا.

الحديث السابع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((ثم التفت)) ((مظ)): يعني إذا حدث أحد عندك حديثاً ثم غاب صار حديثه أمانة عندك ولا يجوز إضاعتها. أقول: الظاهر أن ((التفت)) هنا عبارة عن التفات خاطره إلى ما تكلم فالتفت يميناً وشمالاً احتياطاً. ((فثم)) هنا للتراخي في الرتبة يدل على هذا ترتب الفاء وأن الثاني مسبب عن الأول.

الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((المستشار مؤتمن)) معناه أن المستشار أمين فيما يسأل من الأمور، فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته قوله: ((واستوص به))

<<  <  ج: ص:  >  >>