٥٠٥٨ - وعن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال الأعمش: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة)) رواه أبو داود. [٥٠٥٨]
٥٠٥٩ - وعن عبد الله بن سرجس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربع وعشرين جزءاً من النبوة)) رواه الترمذي. [٥٠٥٩]
٥٠٦٠ - وعن ابن عباس، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:((إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمس وعشرين جزءاً من النبوة)) رواه أبو داود. [٥٠٦٠]
ــ
واليقين؛ لأن من خاف شيئاً احترز عنه وتحرى حقيقته. وهذا أنسب بالقمام؛ لأنه وقع في مقابلة ((رأيت)) وهو بمعنى العلم وهما نتيجتا التفكير والتدبر. وفي معناه أنشد أبو الطيب:
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
الحديث الرابع عن مصعب رضي الله عنه: قوله: ((التؤدة))، ((قض)): التؤدة التأني والسكون فعلة من الوئيد وهو المشي بثقل. والمعنى أن التأني في كل شيء مستحسن إلا في أمر الآخرة. انتهى كلامه. وذلك أن الأمور الدنيوية لا يعلم عواقبها في ابتداءها، وأنها محمودة العواقب حتى يتعجل فيها، أو مذمومة فيتأخر عنها، بخلاف الأمور الأخروية لقوله تعالى:{فاستبقوا الخيرات} و {سارعوا إلى مغفرة من ربكم}. قال الشيخ أبو حامد في قوله تعالى:{الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} ينبغي للمؤمن أنه إذا تحركت داعية البذل أن لا يتوقف، لأن الشيطان يعده الفقر ويخوفه ويصده عنه. كان أبو الحسن الفرشخي في الخلاء، فدعا تلميذاً له فقال: انزع عني القميص وادفعه إلى فلان، فقال: هلا صبرت حتى تخرج؛ قال: خطر لي بذله ولم آمن على نفسي أن تتغير.
الحديث الخامس والسادس عن عبد الله: قوله: ((والسمت الصالح)) ((فا)): السمت أخذ المنهج ولزوم الحجة ((تو)): الاقتصاد على ضربين: أحدهما: ما كان متوسطاً بين محمود ومذموم كالمتوسط بين الجور والعدل والبخل والجود، وهذا الضرب أريد بقوله سبحانه:{ومنهم مقتصد}. والثاني محمود على الإطلاق، وذلك فيما له طرفان إفراط وتفريط