للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

٥٠٥٥ - عن سهل بن سعد الساعدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الأناة من الله والعجلة من الشيطان)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد المهيمن بن عباس الراوي من قبل حفظه. [٥٠٥٥]

٥٠٥٦ - وعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة)) رواه أحمد، والترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب. [٥٠٥٦]

٥٠٥٧ - وعن أنس، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. فقال: ((خذ الأمر بالتدبير، فإن رأيت في عاقبته خيراً فأمضه، وإن خفت غياً فأمسك)) رواه في ((شرح السنة)). [٥٠٥٧]

ــ

الفصل الثاني

الحديث الأول والثاني عن أبي سعيد: قوله: ((لا حليم إلا ذو عثرة)) ((نه)): أي لا يحصل له الحلم ويوصف به حتى يركب الأمور وينحرف عليها ويعثر فيها، فيعتبر بها ويستبين مواضع الخطأ فيجتنبها. ويدل عليه قوله: ((ولا حكيم إلا ذو تجربة)). ((مظ)): أي لا حليم كاملاً إلا من وقع في زلة وحصل منه خطأ، فحينئذ يخجل فيجب لذلك أن يستر من رآه على عيبه فيعفو عنه، فإذا أحب ذلك علم أن العفو عن الناس والستر على عيوبهم محبوب للناس ومرضي لله تعالى. وكذلك من جرب الأمور علم نفعها وضرها والمصالح والمفاسد، فإذا علم مصالح الأمور ومفاسدها لا يفعل ما يفعل إلا عن الحكمة.

أقول: ويمكن أن تخصيص الحكيم بذي تجربة يدل على خلافه في الحليم؛ فإن الحليم الذي ليس له تجربة قد يعثر في مواضع لا ينبغي فيها له الحلم، بخلاف الحكيم المجرب على ما مر بيانه في أول الفصل الأول.

الحديث الثالث عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((وإن خفت غيا)) الخوف هنا بمعنى الظن كما في قوله تعالى: {إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله} ويجوز أن يكون بمعنى العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>