للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال: ما خلقت خلقا هو خير منك ولا أفضل منك ولا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف، وبك أعاتب، وبك الثواب، وعليك العقاب)) وقد تكلم فيه بعض العلماء. [٥٠٦٤]

٥٠٦٥ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة)) حتى ذكر سهام الخير كلها: ((وما يجزي يوم القيامة إلا بقدر عقله)). [٥٠٦٥]

ــ

((غب)): أصل العقل الإمساك والاستمساك كعقل البعير بالعقال، وعقل الدواء البطن، عقل المرأة شعرها، ومنه قيل للحصن معقل، والعقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم. ويقال للعمل الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة: عقل؛ ولهذا قيل:

العقل عقلان مطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع كما لا ينفع الشمس وضوء العين ممنوع.

وإلى الأول أشار بقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل)). وإلى الثاني أشار بقوله: ((ما كسب أحد شيئاً أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى)) وهذا العقل هو المعني بقوله تعالى: {وما يعقلها إلا العالمون}.

قوله: ((وقد تكلم فيه العلماء)) قال الشيخ تقي الدين بن تيمية: الحديث الذي ذكروه كذب موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، كما ذكر ذلك أبو جعفر العقيلي وأبو حاتم البستي وأبو الحسن الدارقطني وابن الجوزي وغيرهم.

الحديث الثاني عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((إلا بقدر عقله)) إشارة إلى أن العقل المسموع لا ينفع كل النفع إلا بالعقل المطبوع؛ لأنه هو المميز الذي يضع كل شيء في موضعه، وبه تتفاوت صلاة عن صلاة وصدقة عن صدقة وصوم عن صوم؛ لأنه ربما يركع ركعة في مقام تفضل ألف ركعة في غيره، وكذلك الصدقة وغير ذلك من أعمال البر، وربما يعمل ويظن به خيرا، فيرجع وبالاً عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>