٥١١٧ - وعن ابن عباس في قوله تعالى:{ادفع بالتي هي أحسن} قال: الصبر عند الغضب، والعفو عن الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم قريب. رواه البخاري تعليقاً.
٥١١٨ - وعن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل)). [٥١١٨]
٥١١٩ - وعن عمر، قال وهو على المنبر: يأيها الناس! تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تواضع لله رفعه الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير)). [٥١١٩]
ــ
الحديث الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((العفو عند الإساءة)) هذا التفسير على أن يكون ((لا)) في قوله: {ولا السيئة} مزيدة، المعنى لا تستوي الحسنة والسيئة. فعلى هذا يراد ((بالتي هي أحسن)) بالتي هي أحسن، فوضع ((الأحسن)) موضع ((الحسنة)) ليكون أبلغ في الدفع بالحسنة. وإذا لم يجعل ((لا)) مزيدة يكون المعنى: أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما، فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها. إذا اعترضتك حسنات فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك. ومثاله: رجال أساء إليك إساءة، فالحسنة أن تعفو عنه والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته إليك. مثل أن يذمك فتمدحه؛ فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولي الحميم مصافاة لك.
الحديث الثالث والربع عن عمر رضي الله عنه: قوله: ((فهو في نفسه صغير)) الفاء فيه جزاء شرط محذوف، يعني من تواضع لله هضم حقه من نفسه فجعل نفسه دون منزلته. وهو المراد من قوله:((فهو في نفسه صغير)) ثم إن الله تعالى يرفعه من تلك المنزلة التي هي حقه إلى ما هي أرفع منها ويعظمه عند الناس بعكسه في القرينة الأخرى. ((حس)): قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الرجل إذا تواضع. رفع الله حكمته. وقال: انتعش نعشك الله، فهو في