للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟)) قلت: أنا يا رسول الله! فأخذ بيدي فعد خمساً، فقال: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب)). رواه أحمد، والترمذي وقال: هذا حديث غريب. [٥١٧١]

٥١٧٢ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول: ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يدك شغلاً ولم أسد فقرك)) رواه أحمد، وابن ماجه. [٥١٧٢]

٥١٧٣ - وعن جابر، قال: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة واجتهاد، وذكر آخر برعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تعدل بالرعة)) يعني الورع. رواه الترمذي.

ــ

أقول: ((وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا)) من قوله: ((لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن جاره بوائقه)) وقوله: ((أحب الناس)) من قوله: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)).

الحديث الثاني عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((تفرغ لعبادتي)) أي تفرغ من مهامك لعبادتي حتى أقضي مهامك، ومن كان الله تعالى قاضياً لمهامه يستغنى به عن خلقه؛ لأنه الغني على الإطلاق، وهو المعنى بقوله: ((أملأ صدرك غنى، وإن لم تتفرغ، واشتغلت بغيري لم أسد فقرك؛ لأن الخلق فقراء على الإطلاق، فيزيد فقرك على فقرك وهو المراد بقوله: ((ملأت يدك شغلاً)) فاليد عبارة عن سائر جوارحه؛ لأن معظم الكسب إنما يتأتى من اليد.

الحديث الثالث عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((لا تعدل)). ((مظ)): ((لا تعدل)) يجوز أن يكون نهي المخاطب المذكر مجزوم اللام، يعني لا تقابل شيئاً بالرعة، وهي- بكسر الراء وتخفيف العين- ((الورع)) التقى؛ فإن الورع أفضل من كل خصلة. ويجوز أن يكون خبراً منفياً بضم التاء وفتح الدال، أي لا تقابل خصلة بالورع فإنها أفضل الخصال.

((غب)): الورع في عرف الشرع عبارة عن ترك التسرع إلى تناول أعراض الدنيا، وذلك ثلاثة أضرب: واجب: وهو الإحجام عن المحارم، وذلك للناس كافة. وندب: وهو الوقوف على

<<  <  ج: ص:  >  >>