٥١٦٨ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟)) قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه. قال:((فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر)). رواه البخاري.
٥١٦٩ - وعن مطرف، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: {ألهكم التكاثر} قال: ((يقول ابن آدم: مالي مالي)). قال:((وهل لك يا ابن آدم! إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟)). رواه مسلم.
٥١٧٠ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)). متفق عليه.
الفصل الثاني
٥١٧١ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يأخذ عني هؤلاء
ــ
الحديث الرابع والخامس عشر عن مطرف رضي الله عنه: قوله: ((فأمضيت)) قيل: فأمضيته من الإفناء والإبلاء، وبقيته لنفسك تجده يوم القيامة، قال تعالى:{وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرا}.
الحديث السادس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((عن كثرة العرض)) ((نه)): العرض- بالتحريك- متاع الدنيا وحطامها. انتهى كلامه. و ((عن)) هذه مثلها في قوله تعالى: ((فأزلهما الشيطان عنها)) الكشاف: أي فحملهما الشيطان على الزلة بسببها، وتحقيقه، فأصدر الشيطان زلتهما عنه. ((شف)): المراد بغنى النفس القناعة، ويمكن أن يراد به ما يسد الحاجة؛ قال الشاعر:
غنى النفس ما يكفيك من سد حاجة فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا
أقول: ويمكن أن يراد بغنى النفس حصول الكمالات العلمية والعملية، وأنشد أبو الطيب في معناه:
ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر
يعني ينبغي أن ينفق ساعاته وأوقاته في الغنى الحقيق، وهو طلب الكمالات ليزيد غنى بعد غنى، لا في المال لأنه فقر بعد فقر.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أو يعلم)) ((أو)) بمعنى الواو، كما في قوله تعالى:{عذراً أو نذرا}.