يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله)). رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. وفي بعض نسخ ((المصابيح)) عن أبي هاشم بن عتبد، بالدال بدل التاء، وهو تصحيف. [٥١٨٥]
٥١٨٦ - وعن عثمان بن عفان [رضي الله عنه]. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري به عورته، وجلف الخبز والماء)) رواه الترمذي [٥١٨٦]
٥١٨٧ - وعن سهل بن سعد، قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس. قال:((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) رواه الترمذي، وابن ماجه. [٥١٨٧]
ــ
أبدل ((تلمم بنا)) من قوله: ((تأتنا))
الحديث الخامس عشر عن عثمان رضي الله عنه: قوله: ((في سوى هذه الخصال)) ((سوى)) موصوفة محذوف أي شيء سوى هذه. ((قض)): أراد بـ ((الحق)) ما يستحقه الإنسان لافتقاره إليه وتوقفه تعيشه عليه، وما هو المقصود الحقيقي من المال. وقيل: أراد به ما لم يكن له تبعة حساب، إذا كان مكتسبا من وجه حلال. والمراد بالخصال هنا ما يحصل للرجل ويسعى في تحصيله من الأموال، شبهه بما يخاطر عليه في السبق والرمي ونحوهما.
أقول: بيان وجه التشبيه أن الخطر في الأصل الرهن، ولا يخاطر إلا في شيء له قدر، ومنه الحديث:((إلا رجل يخاطر بنفسه وماله)) أي يلقيهما في الهلكة بالجهاد، ومن شرع في سعي الدنيا والاستمتاع بها وبمستلذاتها ومباحاتها أوقع نفسه ودينه في خطر عظيم، فيجب عليه أن يحترز منها كل الاحتراز إلا ما لابد له منه، وهي هذه الخصال الثلاث.
((نه)) ((الجلف)): الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: هو الخبز الغليظ اليابس. قال: ويروى بفتح اللام جمع جلفة وهي الكسرة من الخبز. وفي الغريبين عن ابن الأعرابي: الجلف الظرف مثل الخرج والجوالق. ((قض)): ذكر الظرف وأراد به المظروف، أي كسرة خبز وشربة ماء.
الحديث السادس عشر عن سهل رضي الله عنه: قوله: ((ازهد في الدنيا)). قيل: الزهد عبارة