٥١٩٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرض على ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، فقلت: لا، يا رب! ولكن أشبع يوماً، وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك)). رواه أحمد، والترمذي. [٥١٩٠]
٥١٩١ - وعن عبيد الله بن محصن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنا في سربه، معافي في جسده. عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٥١٩١]
٥١٩٢ - وعن مقدام بن معدي كرب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة
ــ
وقيل: قوله: ((وعجلت منيته)) يعني يسلم روحه بالتعجيل لقلة تعلقه بالدنيا، وغلبة شوقه إلى الآخرة. ((شف)): ويمكن أنه أراد أنه قليل مؤون الممات، كما كان قليل مؤون الحياة.
الحديث التاسع عشر عن أبي أمامة رضي الله عنه: قوله: ((بطحاء مكة)) تنازع فيه ((عرض)) و ((ليجعل)) أي عرض على بطحاء مكة ليجعلها لي ذهبا. قوله:((فإذا جعت)) إلخ جمع في القرينتين بين الصبر والشكر وهما صفتا المؤمن الكامل؛ قال تعالى:{إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}. الكشاف: صبار على بلائه شكور لنعمائه، وهما صفتا المؤمن المخلص فجعلهما كناية عنه.
الحديث العشرون عن عبيد الله: قوله: ((في سربه)). ((نه)): هو بالكسر أي في نفسه، وفلان واسع السرب أي رخى البال، ويروى بالفتح وهو المسلك والطريق، يقال: خل سربه أي طريقه. ((تو)): ((أبي بعضهم إلا السرب)) - بفتح السين والراء- أي في بيته. ولم يذكر فيه رواية ولو سلم له قوله- أن يطلق السرب على كل بيت- كان قوله هذا حرياً بأن يكون أقوى الأقاويل، إلا أن السرب يقال للبيت الذي هو في الأرض. والحيازة: الضم والجمع.
الحديث الحادي والعشرون عن المقدام: قوله: ((فثلث)) أي ثلث منه للطعام، واللام مقدرة بقرينة قوله:((ثلث لنفسه)) أي الحق الواجب أن لا يجاوز ما يقام به صلبه؛ ليتقوى به على طاعة الله تعالى، فإن أراد البتة التجاوز، فلا يتعدى عن القسم المذكور. جعل البطن أولا وعاء