٥٢٥٠ - وعن قتادة بن النعمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء)) رواه أحمد، والترمذي. [٥٢٥٠]
٥٢٥١ - وعن محمود بن لبيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب)) رواه أحمد. [٥٢٥١]
٥٢٥٢ - وعن عبد الله بن مغفل، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إني أحبك. قال: ((انظر ما تقول)). فقال: والله إني لأحبك، ثلاث مرات. قال:((إن كنت صادقا فأعد للفقر تجحافا، للفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب. [٥٢٥٢]
ــ
يتلوث بزهرتها؛ كيلا يمرض قلبه بداء محبة الدنيا وممارستها، كما يحني أحدكم سقيمه المستسقى الماء كيلا يزيد مرض جسده بشربه.
الحديث الثامن عن محمود رضي الله عنه: قوله: ((من الفتنة)) ((غب)): الفتنة من الأفعال التي تكون من الله تعالى ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب وغير ذلك من الأفعال الكريهة، انتهى كلامه. وقد تكون الفتنة في الدين مثل الارتداد والمعاصي وإكراه الغير على المعاصي، وإليه أشار بقوله صلى الله عليه وسلم:((إذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون)).
الحديث التاسع عن عبد الله رضي الله عنه: قوله: ((تجحافا)) المغرب: هو شيء يلبس على الخيل عند الحرب كأنه درع، تفعال من جف لما فيه من الصلابة واليبوسة.
أقول: انظر ما تقول، أي رمت أمرا عظيما وخطبا خطيرا ففكر فيه: فإنك توقع نفسك في خطر وأي خطر تشهد فيها غرضا لسهام البلايا والمصائب، فهذا تمهيد لقوله:((فأعد للفقر تجحافا)) فاستعير للصبر وتحمل المشاق التجفاف على الاستعارة التخييلية.
وشبه الفقر بالقرن الذي له سهام وأسنة، وأخرجه مخرج الاستعارة المكنية والقرنية الاستعارة التخييلية يريد رشقه بالبلايا وطعنه بالمصائب فيستعد له من الصبر والقناعة والرضا تجحافا، ثم ترقى منه إلى الاستعارة بالسيل دلالة على أن تلك البلايا والمصائب لاحقة به