٥٢٥٣ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أخفت لي الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين ليلة ويوم، ومالي ولبلال طعام يأكه ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال)) رواه الترمذي قال: ومعنى هذا الحديث: حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم هاربا من مكة ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه. [٥٢٥٣]
٥٢٥٤ - وعن أبي طلحة، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه عن حجرين. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب.
٥٢٥٥ - وعن أبي هريرة، أنه أصابهم جوع فأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة تمرة. رواه الترمذي.
ــ
بسرعة، كالسيل إلى منتهاه، فلا خاص له ولا مناص، هذا على مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم:((المرأ مع من أحب))، وقوله في جواب من سأل: أي الناس أشد بلاء؟: ((الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل)) وهو سيد الأنبياء فيكون بلاؤه أشد من بلائهم. وفيه أن الفقر أشد البلايا.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((لقد أخفت)) ((مظ)): وهو ماض مجهول من أخاف بمعنى خوق، يعني كنت وحيدا في ابتداء إظهاري الدين فخوفني في ذلك، وآذاني الكفار في الله أي في دين الله انتهى كلامه. وقوله:((وما يخاف أحد)) حال أي خوفت في دين الله وحدي. وقوله:((من بين ليلة ويوم)) تأكيد للشمول، أي ثلاثون يوما وليلة متواترات لا ينقص منها شيء من الزمان. و ((ذو كبد)) أي حيوان، أي ما معنا طعام، سواء كان ما يأكل الدواب أو الإنسان.
الحديث الحادي عشر عن أبي طلحة رضي الله عنه: قوله: ((عن حجر حجر)) ((عن)) الأولى متعلقة بـ ((رفعنا)) على تضمين الكشف. والثانية صفة مصدر محذوف أي كشفنا عن بطوننا كشفا صادرا عن حجر حجر، ويجوز أن يحمل التنكير في ((حجر)) على النوع أي حجر مشدود على بطوننا، فيكون بدلا، وعادة من اشتد جوعه، وخمص بطنه أن يشتد على بطنه حجرا ليتقوم به صلبه.
الحديث الثاني عشر والثالث عشر عن عمرو: قوله: ((فأسف على ما فاته منه)) أي حزن على