للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٥٦ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا: من نظر في دينه إلى من هو فوقه، فاقتدى به؛ ونظر في دنياه إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضله الله عليه، كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه؛ لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا)) رواه الترمذي. [٥٢٥٦]

وذكر حديث أبي سعيد: ((أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين)) في باب بعد فضائل القرآن.

الفصل الثالث

٥٢٥٧ - عن أي عبد الرحمن الحبلي، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، وسأله رجل قال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؛ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادما. قال: فأنت من الملوك. قال عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد؛ إنا والله ما نقدر على شيء. لا نفقة ولا دابة ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا)). قالوا: فإنا نصبر لا نسأل شيئا. رواه مسلم.

ــ

فواته وتحسر، ولا يجوز أن يحمل على الغضب؛ لأنه لا يجوز أن يقال: غضب على ما فات بل على من فوت عليه. وقوله: ((فاقتدى به)) عبارة عن الصبر على مشاق العبادات، كما أن حمد الله تعالى أمارة للشكر ودلالة على الجميل.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن أبي عبد الرحمن الحبلى: هو بالحاء المهملة والباء الموحدة من تحت وضمهما، قوله: ((سمعت عبد الله بن عمرو)) لا بد من محذوف، أي سمعته يقول قولا يفسره ما بعده. و ((جاء ثلاثة نفر)) حال، عطف على قوله: ((سأل رجل)) وقوله: ((إن شئتم رجعتم إلينا)) أي إن شئتم أن نعطيكم شيئا رجعتم إلينا بعد هذا؛ فإن هذه الساعة ما حضرنا شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>