للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٦٩ - وعن أنس، قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال: ((هذا الأمل، وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب)) رواه البخاري.

٥٢٧٠ - وعنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يهرم ابن آدم ويشب منه اثنان: الحرص على المال، والحرص على العمر)) متفق عليه.

٥٢٧١ - وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين: في حب الدنيا وطول الأمل)) متفق عليه.

٥٢٧٢ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة)) رواه البخاري.

٥٢٧٣ - وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)). متفق عليه.

ــ

معنى الحديث السابق ويجوز أن يحمل على حديث أبي سعيد في الفصل الثاني: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه ...)) الحديث.

الحديث الثالث عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ويشب)) ((مح)): هو استعارة، ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال يحتكم احتكاما مثل احتكام قوة الشباب في شبابه. أقول: يجوز أن يكون من باب المشاكلة والمطابقة لقوله: ((يهرم)).

الحديث الرابع والخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أعذر الله)) ((تو)): المعنى أنه أفضى بعذره إليه فلم يبق له عذر، يقال: أعذر الرجل إلى فلان أن بلغ به أقصى العذر. ومنه قولهم: أعذر من أنذر أي اتى بالعذر وأظهره. وهذا مجاز من القول فإن العذر لا يتوجه على الله تعالى، وإنما يتوجه له على العبيد وحقيقة المعنى فيه أن الله لم يترك له سببا في الاعتذار يتمسك به.

الحديث السادس عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((ولا يملأ جوف ابن آدم)) ((مح)): معناه أنه لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت؛ ويمتلئ جوفه من تراب قبره. وهذا الحديث خرج على حكم غالب بني آدم في الحرص على الدنيا، ويؤيده قوله: ((ويتوب الله على من تاب)) وهو متعلق بما قبله، ومعناه أن الله تعالى يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات.

أقول: ويمكن أن يقال: معناه أن بني آدم مجبولون على حب المال، والسعي في طلبه،

<<  <  ج: ص:  >  >>