يده من هذه شيء فليصلحه، فإنه زمان إن احتاج كان أول من يبذل دينه. وقال: الحلال لا يحتم السرف. رواه في ((شرح السنة)). [٥٢٩١]
٥٢٩٢ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يننادي مناد يوم القيامة: أين أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله تعالى:{أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وجَاءَكُمُ النَّذِيرُ})). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢٩٢]
٥٢٩٣ - وعن عبد الله بن شداد، قال: إن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من يكفينيهم؟)) قال طلحة: أنا. فكانوا عنده، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا، فخرج فيه أحدهم، فاستشهد، ثم بعث بعثا فخرج فيه الآخر، فاستشهد، ثم مات الثالث على فراشه؛ قال: قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة في الجنة، ورأيت الميت على فراشه أمامهم والذي استشهد آخرا يليه، وأولهم يليه،
ــ
من يبذل دينه)) أي كان ذلك الشخص أول شخص يبذل دينه فيما يحتاج إليه. وهو حمل ((من)) على ((ما)) كما نقل المالكي عن قطرب كان أبين. ويعضده ما في رواية الكشاف:((كان أول ما يأكل دينه)) ((ما)) موصوفة و ((أول)) اسم ((كان)) و ((دينه)) خبره.
الحديث الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((ما يتذكر فيه من تذكر)) ((ما)) فيه موصوفة أي ما عمرناكم عمرا يتعظ فيه العاقل الذي من شأنه أن يتعظ فيه.
الحديث الرابع عن عبد الله: قوله: ((من يكفينيهم؟)) ((هم)) ثاني مفعولي ((يكفي)) على تقدير مضاف أي من يكفيني مؤنتهم، قال في الأساس: كفاه مؤنته كفاية. قوله:((أمامهم)) الظاهر أن يقال: أمامهما إلا أن يقال: إنه المقدم من بينهم. ونحوه قول الشاعر:
تلقى السرى من الرجال بنفسه واين السرى إذا سرا أسراهما
أي أسرى من بينهما، أو يذهب إلى أن أقل الجمع اثنان.