للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفسه، وعمل لما بعد الموت. والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله)) رواه الترمذي، وابن ماجة. [٥٢٨٩]

الفصل الثالث

٥٢٩٠ - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كنا في مجلس، فطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء. فقلنا: يا رسول الله! نراك طيب النفس. قال: ((أجل)). قال: ثم خاض القوم في ذكر الغنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا بأس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل، والصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطيب النفس من النعيم)) رواه أحمد. [٥٢٩٠]

٥٢٩١ - وعن سفيان الثوري، قال: كان المال فيما مضى يكره، فأما اليوم فهو ترس المؤمن. وقال: لولا هذه الدنانير لتمندل بنا هؤلاء الملوك. وقال: من كان في

ــ

عاجزا لنفسه فأتبع نفسه وأعطاها ما اشتهته. وقوبل الكيس بالعاجز، والمقابل الحقيقي للكيس السفيه الرأي، والعاجز القدر ليؤذن بأن الكيس هو القادر. والعاجز هو السفيه. ((وتمنى على الله)) أي يذنب ويتمنى الجنة من غير توبة واستغفار.

الفصل الثالث

الحديث الأول والثاني عن سفيان: قوله: ((لتمندل)) قال في أساس البلاغة: ندل المال وغيره نقله بسرعة، ومنه المنديل، وتندلت بالمنديل تمسحت به كنى به عن الابتذال. ((مح)): قيل: هو مأخوذ من الندل وهو الوسخ لأنه يندل به، ويقال: تندلت بالمنديل. قال الجوهري: ويقال: أيضا: تمندلت به. وقيل لبعضهم: إن المال يدنيك من الدنيا فقال. لئن أدناني من الدنيا لقد صانني عنها. وقيل: لأن أترك مالا يحاسبني الله عليه خير من أن أحتاج إلى الناس.

وقوله: ((لا يحتمل السرف)) يحتمل معنيين: أحدهما: أن الحلال لا يكون كثيرا فلا يحتمل الإسراف. وثانيهما: أن الحلال لا ينبغي أن يسرف فيه ثم يحتاج إلى الغير. قوله: ((كان أول

<<  <  ج: ص:  >  >>