للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأما الذي أحدثكم فاحفظوه)) فقال: ((إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما، فهو يتقي فيه ربه، ويصل رحمه، ويعمل لله فيه بحقه، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يتخبط في ماله بغير علم؛ لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعمل فيه بحق، فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو نيته ووزرهما سواء)) رواه الترمذي. وقال: هذا حديث صحيح. [٥٢٨٧]

٥٢٨٨ - وعن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا استعمله)). فقيل: وكيف يستعمله يا رسول الله؟ فقال: ((يوفقه لعمل صالح قبل الموت)) رواه الترمذي. [٥٢٨٨]

٥٢٨٩ - وعن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الكيس من دان

ــ

يوهم أنه علق الاستثناء في قوله: ((إلا زاده الله عزا)) بالخصلة الثانية، وجعل الأولى جملة مستقلة، وقد تقرر في الأصول أن الاستثناء إذا ورد عقيب جمل يمكن حمله عليها، وجب الحل على كل واحدة منها على الأصح، وهنا لم يوجد مانع فلا يبعد الحمل عليها. وليوافق الخصال الثلاث في التعليق بالاستثناء.

قوله: ((فهونيته)) مبتدأ وخبر، أي فهو سيء النية. يدل عليه وقوعه في مقابلة قوله: ((فهو صادق النية)) في القرينة الأولى. وقوله: ((يقول: لو أن لي مالا ...)) إلخ تفسير لقوله: ((صادق النية)). وقوله: ((فهو يقول: لو أن لي مالا ...)) إلخ مقابل له. وقوله: ((فأجرهما سواء)) وقوله: ((ووزرهما سواء)) متقابلان.

الحديث الرابع والخامس عن شداد: قوله: ((من دان نفسه)) ((نه)): أي اذلها واستعبدها. وقيل: حاسبها. انتهى كلامه. والعاجر الذي غلبت عليه نفسه وعمل بما أمرته به نفسه، فصار

<<  <  ج: ص:  >  >>