٥٣٠٩ - وعن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قلب ابن آدم بكل واد شعبة، فمن أتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله بأي واد أهلكه، ومن توكل على الله كفاه الشعب)). رواه ابن ماجه. [٥٣٠٩]
٥٣١٠ - وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((قال ربكم عز وجل: لو أن عبيدي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، واطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد)). رواه أحمد. [٥٣١٠]
٥٣١١ - وعنه، قال: دخل رجل على أهله، فلما رأي ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى، فوضعتها، وإلى التنور، فسجرته، ثم قالت: اللهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت. قالت: وذهبت إلى التنور، فوجدته ممتلئا. قال: فرجع الزوج، قال: أصبتم بعدي شيئا؟ قالت امرأته: نعم، من ربنا، وقام إلى الرحى، فذكر ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((أما إنه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة)). رواه أحمد.
ــ
ورد:((هل ترزقون إلا بضعفائكم))، وأن يرجع إلى المخاطب ليبعثه على التفكر والتأمل فينصف من نفسه.
الحديث الخامس عن عمرو رضي الله عنه: قوله: ((شعبة)) ((نه)): الشعبة الطائفة من كل شيء والقطعة منه، انتهى كلامه، ولا بد فيه من تقدير أي في كل واد له شعبة. وقوله:((كفاه الشعب)) أي كفاه الله تعالى مؤون حاجاته المتشعبة المختلفة.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ولم أسمعهم صوت الرعد)) من باب التتميم؛ فإن السحاب مع وجود الرعد فيه شائبة الخوف من البرق، كقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وطَمَعًا} فنفاه ليكون رحمة محضة.
الحديث السابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((اللهم ارزقنا)) دعت أن يصيب زوجها بما يطحنه ويعجنه ويخبزه فهيأت الأسباب لذلك ((وقام إلى الرحى)) أي قام الزوج إلى الرحى فرفعها، يدل عليه ما بعده، فعلى هذا ((قام)) معطوف على محذوف.