بها لكفتهم: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} رواه أحمد، وابن ماجه، والدارمي. [٥٣٠٦]
٥٣٠٧ - وعن ابن مسعود، قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني أنا الرزاق ذو القوة المتين). رواه أبو داود، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
٥٣٠٨ - وعن أنس، قال: كان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:((لعلك ترزق به)) رواه الترمذي وقال: هذا حديث صحيح غريب. [٥٣٠٨]
ــ
يخشى ويكره من أمور الدنيا والآخرة. وقوله:((ومن يتوكل ..)) الخ. إشارة إلى أنه تعالى يكفيه جميع ما يطلبه ويبتغيه من أمور الدنيا والآخرة. و ((بالغ أمره)) أي نافذ أمره، وفيه بيان لوجوب التوكل على الله وتفويض الأمر إليه؛ لأنه إذا علم أن كل شيء من الرزق ونحوه لا يكون إلا بتقديره وتوفيقه، لم يبق إلا التسليم للقدر والتوكل وأنشد:
إذا المرء أمسى حليف التقى فلم يخش من طارق حله
ألم تسمع الله سبحانه ومن يتق الله يجعل له
الحديث الثالث عن ابن مسعود رضي الله عنه: قوله: ((أقرأني)) أي حملني على أن أقرأ. وقوله:((إني أنا الرزاق)) قراءة شاذة منسوبة إلى رسول الله، والمشهور:{إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ} و ((المتين)) الشديد القوة. والمعنى في وصفه سبحانه بالقوة والمتانة أنه القادر البليغ الاقتدار على كل شيء. قوله:{ذُو القُوَّةِ} خبر بعد خبر، وفيه من المبالغات: تصدير الجملة ((بإن))، وتوسط ضمير الفصل المفيد للاختصاص، وتعريف الخبر بلام الجنس ثم إردافه بقوله:((ذو القوة)) وتتميمه بالمتانة، فوجب أن لا يتوكل إلا عليه ولا تفوض الأمور إلا إليه.
الحديث الرابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((النبي صلى الله عليه وسلم)) هو منصور على انتزاع الخافض، قال في أساس البلاغة: شكوت إليه فلانا فأشكاني منه، أي أخذ لي منه ما أرضاني.
ومعنى ((لعل)) في قوله: لعلك يجوز أن يرجع إلى ((رسول الله صلى الله عليه وسلم)) فيفيد القطع والتوبيخ، كما