٥٣٠٤ - عن جابر، أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم بل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال:((إن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا. قال: ما يمنعك مني؟ فقلت: الله، ثلاثا))، ولم يعاقبه، وجلس. متفق عليه.
٥٣٠٥ - وفي رواية أبي بكر الاسماعيلي في ((صحيحه)) فقال: من يمنعك مني؟ قال:((الله) فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال:((من يمنعك مني؟)) فقال: كن خير آخذ. فقال:((تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله، فأتى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس. هكذا في ((كتاب الحميدي)) و ((الرياض)).
٥٣٠٦ - وعن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إني لأعلم آية لو أخذ الناس
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((القائلة))، الجوهري: القائلة الظهيرة.
وقد تكون بمعنى القيلولة أيضا وهي النوم في الظهيرة. و ((العضاة)) الشجر الذي له شوك. و ((السمرة)) – بفتح السين وضم الميم – الشجرة من الطلح، وهي العظام من شجر العضاة. و ((اخترط السيف)) أي: سله، وهو في يده صلتا أي مسلولا، وهو بفتح الصاد وضمها. قوله:((من يمنعك مني؟)) أي يحميك مني؛ قال في أساس البلاغة ومن المجاز: فلان يمنع الجار أي يحميه من أن يضام. وقوله:((خير آخذ)) أي آخذ بالجنايات والمعاقب بها، يريد العفو.
الحديث الثاني عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((إني لأعلم آية)) يريد الآية بتمامها. قوله:{ومَن يَتَّقِ اللَّهَ} إلى قوله: {ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} إشارة إلى أنه تعالى يكفيه جميع ما