للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف)). رواه أحمد، والترمذي. [٥٣٠٢]

٥٣٠٣ - وعن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له)). رواه أحمد، والترمذي وقال: هذا حديث غريب.

ــ

احفظ حق الله حتى يحفظك الله من مكاره الدنيا والآخرة. وزاد بعد قوله: ((تجاهك)) في رواية رزين: ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)) وفي آخره: ((فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا في اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا واعلم أن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين)). والحديث بطوله قد جاء مثله أو نحوه في مسند أحمد بن حنبل.

((نه)): معنى ((تعرف إلى الله)) اجعله يعرفك بطاعته، والعمل فيما أولاك من نعمته: فإنه يجازيك عند الشدة والحاجة إليه في الدنيا والآخرة.

أقول: أراد بقوله: ((لن يغلب عسر يسرين)) أن التعريف في ((العسر)) الثاني في قوله تعالى للعهد، والتنكير في ((يسرا)) للنوع، فيكون العسر واحدا واليسر اثنين فالعسر ما كانوا عليه من متاعب الدنيا ومشاقها، واليسر في الدنيا الفتح والنصرة على الأعداء .. وفي العقبى الفوز بالحسنى.

الحديث الخامس عن سعد رضي الله عنه: قوله: ((رضاه بما قضى الله له)) أي الرضا بقضاء الله وهو ترك السخط علامة سعادته. وإنما جعله علامة سعادة العبد لأمرين: أحدهما: ليتفرغ للعبادة؛ لأنه إذا لم يرض بالقضاء، يكون أبدا مهموما مشغول القلب بحدوث الحوادث، ويقول: لم كان كذا ولم لا يكون كذا؟ والثاني: لئلا يتعرض لغضب الله تعالى بسخطه. وسخط العبد أن يذكر غير ما قضى الله له، وقال: إنه أصلح وأولى فيما لا يستيقن فساده وصلاحه.

فإن قلت: ما موقع قوله: ((ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله)) بين المتقابلين؟ قلت: موقعه بين القرينتين لدفع توهم من يترك الاستخارة، ويفوض أمره بالكلية فقدم اهتماما.

<<  <  ج: ص:  >  >>