أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)). قال أبو ذر: يا ليتني كنت شجرة تعضد. رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه. [٥٣٤٧]
٥٣٤٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل. ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)) رواه الترمذي. [٥٣٤٨]
ــ
عظمة الله تعالى. و ((الصعدات)) الطرق وهي جمع صعد، وصعد جمع صعيد. وقيل: هي جمع صعدة كظلمة، وهي فناء باب الدار وممر الناس بين يديه انتهى كلامه. قوله:((أربع)) بغير هاء في جامع الترمذي وابن ماجه، ومع الهاء في شرح السنة وبعض نسخ المصابيح. والإصبع تذكر وتؤنث. وقوله:((موضع أربعة أصابع)) فاعل للظرف المعتمد على حرف النفي، والمذكور بعد ((إلا)) حال منه، أي وفيه ملك.
((تو)) المعنى لخرجتم من منازلكم إلى الجبنانة متضرعين إلى الله تعالى، ومن حال المحزون أن يضيق به المنزل، فيطلب الفضاء الخالي لبث الشكوى، وقوله: قال أبو ذر: ليتني كنت شجرة تعضد، أي تقطع، هو من قول أبي ذر، ليس في كتاب أحد ممن نقل هو عن كتابه ((قال أبو ذر)) بل أدرج في الحديث. ومنهم من قال: قيل: هو من قول أبي ذب، وقد علموا أنه بكلام أبي ذب أشبه. والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بالله من أن يتمنى عليه حالا هي أوضع مما هو فيه ثم إنها مما لا تكون.
أقول: في جامع الترمذي وجامع الأصول هكذا ((تجأرون إلى الله، لوددت أني شجرة تعضد)) وفي رواية: إن أبا ذر قال: لوددت أني شجرة تعضد. ويروى عن أبي ذي موقوفا وفي سنن ابن ماجه كما في المتن ونسخ المصابيح: قال أبو ذر: يا ليتني ... !)) إلخ وللبحث فيه مجال.
الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من خاف أدلج)) قيل: من خاف من هجوم العدو عليه وقت السحر، يسير في الليل ويبلغ المأمن. هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة؛ فإن الشيطان على طريقه والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه؛ فإن تيقظ في سيره وأخلص النية في عمله أمن من الشيطان وكيده، ومن قطع الطريق بأعوانه ثم أرشد إلى أن سلوك طريق