٥٣٤٩ - وعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((يقول الله جل ذكره: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام)). رواه الترمذي، والبيهقي في ((كتاب البعث والنشور)). [٥٣٤٩]
٥٣٥٠ - وعن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {والَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وقُلُوبُهُمْ وجِلَةٌ} أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال:((لا، يا بنت الصديق! ولكنه الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات)). رواه الترمذي، وابن ماجه. [٥٣٥٠]
ــ
الآخرة صعب وتحصيل الآخرة متعسر لا يحصل بأدنى سعي، فقال:((ألا إن سلعة الله غالية)) أي رفيعة القدر وسلعة الله الجنة العالية الباقية، ثمنها الأعمال الخالصة الباقية التي أشار إليها بقوله سبحانه:{والْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وخَيْرٌ أَمَلاً}.
الحديث الرابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((من ذكرني يوما)) أراد الذكر بالإخلاص وهو توحيد الله تعالى عن إخلاص القلب وصدق النية، وإلا فجميع الكفار يذكرونه باللسان دون القلب يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:((من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة)) والمراد بالخوف كف الجوارح عن المعاصي وتقييدها بالطاعات، وإلا فهو حديث نفس وحركة خاطر، لا يستحق أن يسمى خوفا، وذلك عند مشاهدة سبب هائل، فإذا عاب ذلك السبب عن الحس رجع القلب إلى الغفلة. قال الفضيل: إذا قيل لك: هل تخاف الله؟ فاسكت؛ فإنك إذا قلت:((لا)) كفرت، وإذا قلت:((نعم)) كذبت، أشار به إلى الخوف الذي هو كف الجوارح عن المعاصي.
الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((يؤتون ما آتوا)) هكذا هو في نسخ المصابيح وهو القراءة المشهورة، ومعناه يعطون ما أعطوا. وسؤال عائشة رضي الله عنها:((أهم الذين يشربون الخمر ... ؟ إلخ. لا يطابقها، وقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتون ما أتوا)) بغير مد أي يفعلون ما فعلوا، وسؤالها مطابق لهذه القراءة، وهكذا هو في تفسير الزجاج والكشاف.
الحديث السادس عن أبي بن كعب رضي الله عنه: قوله: ((يا أيها الناس!)) أراد به النائمين