للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٣٣ - ورواه ابن ماجه عن ابن مسعود وجابر، ولم يذكر: ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم)).

٢٣٤ - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)). وفي رواية: ((ومن قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)) رواه الترمذي [٢٣٤].

٢٣٥ - وعن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)). رواه الترمذي، وأبو داود [٢٣٥].

ــ

الحديث السابع عشر عن ابن عباس: قوله: ((من قال في القرآن برأيه)) سيجيء بيانه في الحديث الآتي.

الحديث الثامن عشر عن جندب: قوله: ((فأصاب)) ((تو)): المراد بالرأي قول لا يكون مؤسساً على علوم الكتاب والسنة، بل يكون قولا يقوله برأيه على حسب ما يقتضيه عقله. وعلم التفسير علم يؤخذ من أفواه الرجال كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، ومن أقوال الأئمة وتأويلاتهم، ثم ينظر فيه بالمقاييس العربية كالحقيقة والمجاز، والمجمل والمفصل، والعام والخاص؛ ثم يتكلم فيه على حسب ما تقتضيه أصول الدين، فيؤول القسم الذي يفتقر فيه إلى التأويل على وجه يشهد بصحته ظاهر التنزيل؛ فمن لم يستجمع هذه الشرائط، وخاض في بيان كتاب الله بالظن والتخمين، فالحري أن يكون قوله مهجوراً، وسعيه مثبوراً، وحسبه من الزاجر مخطئ عند الإصابة، فيباعد ما بين المجتهد والمتكلف! فإن المجتهد مأجور على الخطأ، والمتكلف مأخوذ بالصواب.

وقال صاحب جامع الأصول: يحمل النهي على وجهين: أحدهما أن يكون له رأي وميل من طبعه وهواه، فيؤول على وفق رأيه، ولو لم يكن له ذلك الهوى لا يلوح له ذلك. وثانيهما أن يسارع إلى التفسير بظاهر العربية من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن، وما فيه من الإضمار، والتقديم والتأخير، ولا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل أحكام الظاهر. فالمبتدع إذا جاء بمحمل في المتشابه على وفق بدعته فأصاب رأيه- لأن محامل المتشابه كثيرة- فإنه مخطئ في التأويل، حيث لم يرده إلى المحكم، أو إلى ما كان عليه السلف

<<  <  ج: ص:  >  >>