٢٣٦ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المراء في القرآن كفر)) رواه أحمد، وأبو داود [٢٣٦].
٢٣٧ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوماً يتدارؤون في القرآن، فقال:((إنما هلك من كان قبلكم بهذا: ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه)) رواه أحمد، وابن ماجه [٢٣٧].
ــ
الصالح. وأن الجاهل إذا قال في قوله تعالى:{وآتينا ثمود الناقة مبصرة} الناقة لم تكن عمياء فأصاب الظاهر، وأخطأ المراد بها وآتينا ثمود الناقة آية مبصرة، أي دلالة ظاهرة، ومعجزة باهرة. وقال أيضاً: وما يستعمله الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسيناً للكلام وترغيباً للمستمع نحو قولهم في قوله تعالى: {اذهب إلى فرعون إنه طغى} ويشيرون إلى القلب: إنه طاغ على كل أحد، فهو ممنوع، وإن كان القصد صحيحاً.
وقال حجة الإسلام: إن الطامات وهي صرف ألفاظ الشرع من ظواهرها إلى أمور لم تسبق منها إلى الإفهام- كدأب الباطنية- من قبيل البدعة المنهي عنها؛ فإن الصرف عن مقتضى ظاهرها من غير اعتصام فيه بالنقل عن الشارع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل عقلي حرام.
الحديث التاسع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((المراء)) ((قض)): المراد بـ ((المراء)) فيه التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن ليدفع بعضه ببعض، فيطرق إليه قدحاً وطعناً. ومن حق الناظر في القرآن أن يجتهد في التوفيق بين الآيات، والجمع بين المختلفات، ما أمكنه؛ فإن القرآن يصدق بعضه بعضاً، فإن أشكل عليه من ذلك ولم يتيسر له التوفيق فليعتقد أنه من سوء فهمه، وليكل إلى عالمه، وهو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى:{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}.
((حس)): قيل: هو المراء في قراءته، وهو أن ينكر بعض القراءات المروية وقد أنزل الله القرآن على سبعة أحرف، فتوعدهم بالكفر لينتهوا عن المراء فيها، والتكذيب بها، إذ كلها قرآن منزل يجب الإيمان به.
الحديث العشرون عن عمرو بن شعيب: قوله: ((يتدارءون)) التدارء دفع كل من المتخاصمين قول صاحبه بما يقع له من القول، قال الله تعالى: ويدرءون بالحسنة السيئة}. وأشار بهذا