للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٣٨ - وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد مطلق)). رواه في شرح السنة [٢٣٨].

ــ

إلى التدافع الذي كان بينهم. ((ضربوا كتاب الله بعضه ببعض)) بيان لاسم الإشارة، والمضاف محذوف، أي بمثل هذا.

((مظ)): مثال ذلك أن أهل السنة يقولون: إن الخير والشر من الله بدليل قوله تعالى: {قل كل من عند الله}. ويقول القدري: ليس كذلك، بدليل قوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} فقد دفع وتأول القدري آية من القرآن بمثلها، وهذا الاختلاف منهي عنه، بل الطريق في الآيات التي بينها تناقض في الظاهر أن يؤخذ ما عليه إجماع المسلمين منها، وتؤول الآية الأخرى على وجه يتفقان فيه، كما نقول: فقد انعقد الإجماع على أن الخير والشر بتقدير الله، وهذا موافق لقوله تعالى: {قل كل من عند الله} لكنه مخالف في الظاهر للآية الأخرى، وفي الحقيقة موافق لها، فإن المفسرين قالوا: إن قوله تعالى: {وما أصابك من حسنة} متصل بما قبلها، والمعنى فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً، يعني المنافقون لا يعلمون ما هو الصواب؛ لأنهم يقولون: ما أصابك من حسنة إلى آخرها. وقيل: الآية مستأنفة، أي ما أصابك يا محمد أو إنسان من حسنة، أي من فتح، وغنيمة، وراحة وغيرها، فمن فضل الله، وما أصابك من سيئة أي من هزيمة، وتلف مال، وجوع، ومرض، وجزاء ما عملت من الذنوب

وقوله: ((اضربوا كتاب الله بعضه ببعض)) معناه دفع أهل التوراة الإنجيل، وأهل الإنجيل التوراة. وكذلك دفع أهل التوراة ما لا يوافق مرادهم من التوراة، وكذلك أهل الإنجيل. ((تو)): ((ضربوا)) أي خلطوا بعضه ببعض، فلم يميزوا بين المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، من قولهم: ضربت اللبن بعضه ببعض، أي خلطته. ويحتمل أن يكون بمعنى الصرف، فإن الراكب إن أراد صرف وجه الدابة عن جهتها ضربها بعصاه، أي صرفوا كتاب الله بعضه ببعض عن المراد منه إلى ما مال إليه أهواءهم.

أقول: والوجه ما قاله المظهر، لما سبق أن قوله: ((ضربوا بعضه ببعض)) بيان لاسم الإشارة، والمشار إليه ((التدارؤ)) اللهم إلا أن يحمل الضرب والخلط على ما يلزم منه الدفع والتدارؤ.

الحديث الحادي والعشرون عن ابن مسعود: قوله: ((على سبعة أحرف)) ((تو)): حرف الشيء

<<  <  ج: ص:  >  >>