٥٤٣٣ - وعن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((يا أنس! إن الناس يمصرون أمصاراً، فإن مصراً منها يقال له: البصرة؛ فإن أنت مررت بها أو دخلتها. فإياك وسباخها وكلأها ونخيلها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف وقوم يبيتون ويصبحون قردة وخنازير)). رواه [أبو داود]. [٥٤٣٣]
٥٤٣٤ - وعن صالح بن درهم، يقول: انطلقنا حاجين، فإذا رجل فقال لنا:
ــ
ويتبعون البقر للحراثة. ((وفرقة يأخذون لأنفسهم)) أي يطلبون الأمان من بني قنطوراء، وهلكوا بأيديهم.
ولعل المراد بهذه الفرقة ((المستعصم بالله)) ومن معه من المسلمين طلبوا الأمان لأنفسهم ولأهل بغداد، وهلكوا بأيديهم عن آخرهم. وفرقة ثالثة هم الغازية المجاهدة في سبيل الله قاتلوا الترك قبل ظهورهم على أهل الإسلام فاستشهد معظمهم، ونجت منهم شرذمة قليلون.
قوله:((وإذا كان في آخر الزمان)) اسم ((كان)) مضمر يدل عليه الكلام السابق، نحو قولهم: إذا كان غدا فأتني. قيل فيه: إذا تقدم أمر أو حال فهو المقدر. انتهى كلامه. قال:((يأخذون في أذناب البقر)) على معنى يوقعون الأخذ في الأذناب كقولهم: تخرج في عراقيبها تصلى، كأنهم يبالغون في الاشتغال بالزرع ولا يعبأون بأمر آخر. ويتوغلون في السير خلفها إلى البلاد الشاسعة، فيهلكون.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((يمصرون أمصاراً)) أي يتخذون بلاداً. والتمصير اتخاذ المصر. والسباخ جمع سبخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. والضواحي جمع ضاحية. وهي الناحية البارزة. قوله:((بها خسف)) ((شف)): يريد به الخسف في الأرض. و ((قذف)) يريد به الريح الشديدة البارزة. أو قذف الأرض الموتى بعد الدفن، أو رمى أهلها بالحجارة بأن تمطر عليهم. والرجف الزلزلة، وقوله:((ويصبحون قردة وخنازير)) المراد به المسخ، عبر عنه بما هو أشنع.
الحديث الحادي عشر عن صالح: قوله: ((فإذا رجل)) خبره محذوف. وقوله:((فقال)) معطوف عليه أي فإذا رجل واقف. فقال. والمراد بالرجل أبو هريرة. ((نه)): الأبلة – بضم الهمزة والباء وتشديد اللام – البلد المعروف قرب النصرة من جانبها البحري.