٥٤٥٧ - وعن أبي سعيد، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلاء يصيب هذه الأمة، حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من عترتي وأهل بيتي، فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عن ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته حتى يتمنى الأحياء الأموات، يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين)) رواه؟؟؟. [٥٤٥٧]
ــ
وساق الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم:((فبهم يحيي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء)) قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء. والله أعلم بالصواب.
قوله:((رجل من قريش أخواله كلب)) تو: يريد أن أم القرشي تكون كلبية، فينازع المهدي في أمره ويستعين عليه بأخواله من بني كلب.
((فيبعث إليهم)) أي إلى المبايعين ((بعثاً)) فيظهر المبايعون على البعث الذي بعثه القرشي.
((بجرانه)) نه: الجران باطن العنق ومنه الحديث: أن ناقته صلى الله عليه وسلم وضعت جرانها، وحديث عائشة رضي الله عنها:((حتى ضرب الحق بجرانه)) أي قر قراره واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض.
[المظهر]: ((ضرب بجرانه)) مثل للإسلام إذا استقر قراره فلم تكن فتنة ولا هيج وجرت أحكامه على السنة والاستقامة والعدل.
الحديث العاشر: عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((مدراراً)) ((فا)): المدرار الكثير الدر، والمفعال مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، كقولهم: امرأة معطار ومطفال، وهو منصوب على الحال من السماء.
قوله:((حتى يتمنى الأحياء الأموات)) التوربشتي: ((الأحياء)) رفع بالفاعلية، وفي الكلام حذف، أي: يتمنون حياة الأموات أو كونهم أحياء، وإنما يتمنون ذلك ليروا ما هم فيه من الخير والأمن ويشاركوهم فيه، ومن زعم أن الصواب فيه ((الأحياء)) بالنصب من باب الإفعال، وفاعل ((يتمنى)) الأموات فقد أحال.