مثل:{وطلح منضود} وطلع منضود أو بتغييرها، إما بتغيير هيآته كإعراب مثل:((هن أطهر لكم)) بالرفع والنصب، أو صورة مثل:{وانظر إلى العظام كيف ننشزها} وننشرها، أو حرف مثل: باعد، وبعد بين أسفارنا.
وقيل: أراد أن في القرآن ما هو مقروء على سبعة أوجه، كقوله تعالى:{فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما} فإنه قرئ بالضم، والفتح، والكسر، منوناً، وغير منون وبالسكون.
وقيل: معناه أنه أنزل مشتملاً على سبعة معان: الأمر، والنهي، والقصص، والأمثال، والوعد، والوعيد، والموعظة.
واعلم أن الحديث أيضاً له ظهر وبطن، وحد ومطلع، فلابد من بيان ما يتعلق بظاهره من اللغة، والإعراب، والكشف عما يتعلق بباطنه مما يختص به من التأويل، وبيان المقام والمطلع. أما اللغة فإن ((سبعة)) موضوعة للعدد المخصوص، وحرفه طرفه، يقال: حرف السيف، وحرف السفينة، وحرف الجبل، وحرف الهجاء طرف الكلمة المرتبط بعضها ببعض، والحد الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، وحد الدار ما يتميز به. والمطلع المصعد ومكان الاطلاع من موضع عال، وأما الإعراب فإن ((علي)) فيه ليس بصلة ((أنزل)) كما في قوله تعالى: {أنزل على عبده الكتاب}، بل هو حال، وقوله:((لكل آية منها ظهر)) جملة اسمية صفة لـ ((سبعة))، والراجع في ((منها)) للموصوف، وكذا قوله:((لكل حد مطلع)) صفة له، والعائد محذوف، ويشهد له رواية معالم التنزيل:((ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع)).
وأما المقام فإن الحديث وارد في باب العلم وبيان سبعة وجوه القرآن ودقته وغربته. وأما التأويل فإنه صلى الله عليه وسلم وصف سعة علم القرآن بلفظة السبعة المعنى به الكثرة لا العدد المخصوص، كما وصفه تعالى بها في قوله تعالى:{ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله} والأحرف هنا كالكلمات في الآية، فيجب أن تحمل الأحرف على أجناس الاختلاف التي لا تدخل تحت الحصر، ثم قسم صلى الله عليه وسلم كل حرف تارة بالظهر والبطن، وأخرى بالحد والمطلع، فالظهر ما يبينه النقل، والبطن ما يستكشفه التأويل.