للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٦٦ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريباً)) رواه مسلم.

٥٤٦٧ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث إذا خرجن {لا يَنفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا}: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض)) رواه مسلم.

ــ

((الست))؛ لأنها دواه ومصائب ((قض)): أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات؛ فإنها إذا نزلت دهشتهم وشغلتهم عن الأعمال أو سد عليهم باب التوبة وقبول العمل.

و ((أمر العامة)) يريد به الفتنة التي تعم الناس، أو الأمر الذي يستبد به العوام ويكون من قبلهم. و ((خويصة)) تصغير خاصة، أي: الوقعة التي تخص أحدكم، يريد بها الموت، أو ما تعلق الإنسان في نفسه وأهله وماله فتشغله عن غيره. والله أعلم,

الحديث الثالث عن عبد الله بن عمرو: قوله: ((إن أول الآيات)) فإن قيل: طلوع الشمس ليس بأول الآيات: لأن الدخان والدجال قبله؟.

أجيب بأن الآيات إما أمارات دالة على قرب قيام الساعة، وإما أمارات دالة على وجود قيام الساعة وحصولها. ومن الأول الدخان وخروج الدجال ونحوهما. ومن الثاني ما نحن فيه من طلوع المس من مغربها، [والرجفة]، وبس الجبال، وخروج النار وطردها الناس إلى المحشر. وإنما سمي أولا؛ لأن مبدأ القسم الثاني؛ ويؤيده حديث أبي هريرة بعده: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها)) حيث جعل طلوع الشمس من مغربها غاية لعدم قيام الساعة، وينصره أيضاً ما رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور عن الإمام الحاكم أبي عبد الله الحليمي: ((إن أول الآيات ظهور الدجال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها)) وذلك أن الكفار يسلمون في زمان عيسى حتى تكون الدعوة واحدة، ولو كان طلوع الشمس من مغربها قبل خروج الدجال ونزول عيسى، لم ينفع الكفار إيمانهم أيام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>