للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٦٨ - وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس: ((أين تذهب؟)). قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد، ولا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، ويقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} قال: ((مستقرها تحت العرش)) متفق عليه.

٥٤٦٩ - وعن عمران بن حصين، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر اكبر من الدجال)) رواه مسلم.

٥٤٧٠ - وعن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يخفي عليكم، إن الله تعالى ليس بأعور وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية)) متفق عليه.

ــ

الحديث الرابع إلى السادس عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((لمستقر لها)) ((خط)): قال بعض أهل التفسير: معناه: أن الشمس تجري لأجل قدر لها معين إلى انقطاع مدة بقاء العالم. وقال بعضهم: مستقرها من غاية ما تنتهي إليه في صعودها وارتفاعها لأطول يوم من الصيف، ثم تأخذ في النزول إلى أقصى مشارق الشتاء لأقصر يوم في السنة. وأما قوله: ((مستقرها تحت العرش)) فلا ينكر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده، وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه؛ لأن علمنا لا يحيط به.

الحديث السابع والثامن عن عبد الله؛ قوله: ((إن الله لا يخفي عليكم)) جملة موطئة لقوله: ((إن الله ليس بأعور)) للتنزيه كما في وسط قوله: ((سبحانه)) في قوله: {ويَجْعَلُونَ لِلَّهِ البَنَاتِ سُبْحَانَهُ ولَهُم مَّا يَشْتَهُونَ}.

قوله: ((عين اليمنى)) أي عين الجنبة اليمنى أو الجهة اليمنى. قوله: ((عنبة طافية)) الطافية هي الناتنة عن حد أخواتها من الطفو، وهو أن يعلو الماء ما وقع فيه. ((تو)): وفي الأحاديث التي وردت في وصف الدجال، وما يكون منه كلمات متنافرة يشكل التوفيق بينها، ونحن نسأل الله التوفيق في التوفيق بينها، وسنبين كلا منها على حدته في الحديث الذي ذكره فيه أو تعلق به، ففي هذا الحديث أنها طافية، وفي آخر أنه جاحظ العين كأنها كوكب، وفي آخر أنها ليست بناتئة ولا حجراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>