في الأرض؟ قال: ((أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم)). قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال:
ــ
قلنا: إنما سلك هذا المسلك من التورية؛ لإبقاء الخوف على المكلفين من فتنته واللجأ إلى الله تعالى من شره، لينالوا بذلك الفضل من الله ويتحققوا بالشح على دينهم.
((مظ)): يحتمل أن يريد به تحقيق خروجه، يعني لا تشكوا في خروجه؛ فإنه سيخرج لا محالة. وأن يريد به عدم علمه بوقت خروجه، كما أنه كان لا يدري متى الساعة.
أقول: الوجه الثاني من الوجهين هو الصواب: لأنه يمكن أن يكون قوله هذا قبل علمه صلى الله عليه وسلم بذلك.
وقوله: ((فامرؤ حجيج نفسه)) أي وكل امرئ يحاجه ويحاوره، والدليل على عمومه قوله: ((والله خليفتي على كل مسلم)). قوله: ((قطط)) ((مح)): هو بفتح القاف والطاء، أي شديد جعودة الشعر.
قوله: ((كأني أشبهه بعبد العزى)) لم يقل: كأنه عبد العزى؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن جازما في تشبيهه به. قيل: إنه كان يهوديا ولعل الظاهر أنه مشرك؛ لأن العزى اسم صنم، يؤيده ما جاء في بعض الحواشي: هو رجل من حزاعة، هلك في الجاهلية.
قوله: ((فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف)) فإن الله تعالى يؤمنه من فتنة الدجال كما أمن أولئك الفتية من فتنة الدقيانوس الجبار. قوله: ((خلة بين الشام والعراق)) ((نه)): أي من طريق بينهما. وقيل للطريق والسبيل خلة: لأنه خل ما بين البلدين، أي أخذ محيط ما بينهما.
((مح)): هكذا هو في نسخ بلادنا خلة بفتح الخاء المعجمة وتنوين التاء. وقال القاضي: المشهور فيه حلة بالحاء المهملة ونصب التاء، يعني غير منونة. معناه سمت ذلك وقبالته، وفي كتاب العين: الحلة موضع حزن وصخور. قال: ورواه بعضهم ((حلة)) بضم اللام وبهاء الضمير أي نزوله وحلوله. قال وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين أيضا ببلادنا.
وقوله: ((فعاث)) هو بعين مهملة وثاء مثلثة من العيث وهو أشد الفساد والإسراع فيه. وحكى القاضي: أنه رواه بعضهم: ((فعاث)) على صيغة اسم الفاعل.
((شف)): قيل: الصواب فيه ((فعاث)) بصيغة اسم الفاعل؛ لكونه عطفا على اسم فاعل قبله وهو قوله: ((خارج)). ((تو)): وإنما قال: ((يمينا)) و ((شمالا))؛ إشارة إلى أنه لا يكتفي بالإفساد في ما يطؤه من البلاد ويتوجه له من الأغوار والأنجاد. بل يبعث سراياه يمينا وشمالا فلا يأمن شره مؤمن ولا يخلو من فتنته موطن.
قوله: ((يا عباد الله)) من الخطاب العام أراد به من يدرك الدجال من أمته. قيل: هذا القول