للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسماء؟)) قلت: يا رسول الله! لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال. قال: ((إن يخرج وأنا حي، فأنا حجيجه، وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن)). فقلت: يا رسول الله! والله إنا لتعجن عجيننا فما نخبزه حتى نجوع، فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال: ((يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس)) رواه أحمد. [٥٤٩١]

الفصل الثالث

٥٤٩٢ - عن المغيرة بن شعبة، قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته، وإنه قال لي: ((ما يضرك؟)) قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء. قال: هو أهون على الله من ذلك)) متفق عليه.

ــ

((قض)): ((مهيم)) كلمة يمانية، ومعناه: ما الحال وما الخبر؟. وأسماء منادى حذف منه حرف النداء. قوله: ((لنعجن عجيننا معناه: إنا نعد العجين لنخبزه فلا نقدر على خبزه لما فينا من خوف الدجال حين خلعت أفئدتنا بذكره، فكيف حال من ابتلي بزمانه. فمعنى قوله: ((يجزئهم)) إن الله تعالى يسليهم ببركة التسبيح والتقديس.

((مظ)): ((يجزئهم)) أي يكفيهم ما يكفي الملأ الأعلى من التسبيح والتقديس، يعني من ابتلي بزمانه في ذلك اليوم لا يحتاج إلى الأكل والشرب، كما لا يحتاج الملأ الأعلى إليهما. قوله: ((إلا هلك)) حال، يعني لا تبقى ذات ظلف في حال من الأحوال إلا في حال الهلاك.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن المغيرة: قوله: ((وإنه قال لي ما يضرك)) حال أي كنت مولعا بالسؤال عن الدجال، مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما يضرك؛ فإن الله تعالى كافيك شره، وقوله: ((قلت: إنهم يقولون)) استئناف جواب عن سؤال مقدر، أي سألته يوما عنه، فقال: ما يضرك، أي ما يضلك، قلت: كيف ما يضلني وإنهم يقولون أن معه جبل خبز؟. قوله: ((هو أهون)) ((مح)): قال القاضي: معناه: هو أهون على الله من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلا للمؤمنين ومشككا لقلوبهم، بل إنما جعله الله ليزداد الذين آمنوا إيمانا، ويلزم الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>