كأن أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخية طويلة اليدين)). فقال أبوبكرة: فسمعنا بمولود في اليهود، فذهبت أنا والزبير بن العوام، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما، لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أعور أضرس، وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه. قال: فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة، وله همهمة، فكشف عن رأسه فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي ولا ينام قلبي. رواه الترمذي. [٥٥٠٣]
٥٥٠٤ - وعن جابر، أن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه طالعة بابه، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت نظيفة يهمهم: فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله! هذا أبو القاسم فخرج من القطيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومالها قاتلها والله؟ لو تركته لبين)). فذكر مثل معنى حديث ابن عمر، فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله! فأقتله فقال رسول الله،: ((إن يكن هو فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى بن مريم، وإلا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد)). فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقا أنه هو الدجال. رواه في ((شرح السنة)). [٥٥٠٤]
[وهذا الباب خال عن: الفصل الثالث]
ــ
((نه)): ((ضرب اللحم)) هو الخفيف اللحم المستدق، وفي صفة موسى عليه السلام أنه ضرب من الرجال. وقوله:((منجدل في الشمس)) أي ملقى علي الجدالة وهي الأرض، ومنه الحديث:((أنا خاتم الأنبياء في أم الكتاب ولآدم منجدل في طينته)).
الحديث الرابع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((طالعة نابه)) هكذا هو في شرح السنة، والظاهر: طالعا نابه، إلا أن يراد به الجنس، والتعدد فيه على التمحل.
قوله:((يهمهم)) ((نه)): أي كلام خفي لا يفهم، وأصل الهمهمة صوت البقر. قوله:((أن يكون)) هو خبر اسمه مستكن فيه، وخبره هو، وضع الضمير المرفوع موضع المنصوب وذلك شائع. ويحتمل أن يكون ((هو)) تأكيدا للمستكن، وخبره محذوف، أي إن يكن هو ذلك الدجال. ويحتمل أن يكون هو مبتدأ وخبره محذوفا والجملة خبر كان.