٥٥١٩ - وعن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يذهب الليل والنهار حتى يعبد اللات والعزى)). فقلت: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ} أن ذلك تاماً. قال:((إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحاً طيبة، فتوفي كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم)). رواه مسلم.
٥٥٢٠ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج الدجال فيمكث أربعين)) لا أدري أربعين يوماً أو شهراً أو عاماً ((فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث في الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه) قال: ((فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا
ــ
الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((إن كنت لأظن)) إن هي المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة. وقوله:((تاما)) هو بالرفع في الحميدي على أنه خبر إن، وفي صحيح مسلم وشرح السنة: بالنصب. فعلى هذا هو إما حال والعامل اسم الإشارة، والخبر محذوف، أو خبر لكان المقدر، أي ظنت من مفهوم الآية أن ملة الإسلام ظاهرة على الأديان كلها، غالبة عليها غير مغلوبة، فكيف تعبد اللات والعزى؟.
وجوابه صلى الله عليه وسلم بقوله:((فتوفي كل من كان في قلبه)) نظيره قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا)).
الحديث الخامس عن عبد الله: قوله: ((لا أدري أربعين يوما)) ((تو)): ((لا أدري)) إلى قوله: ((فيبعث الله عيسى))، من قول الراوي، أي لم يزدني على أربعين شيئاً يبين المراد منها، فلا أدرى أيا أراد به من هذه الثلاثة، وكبد الشيء وسطه، ومنه كبد السماء.
قوله:((في خفة الطير)) ((الشيء)): المراد بخفة الطير اضطرابها ونفرها بأدنى توهم، شبه حال الأشرار في تهتكهم، وعدم وقارهم، وثباتهم، واختلال رأيهم، وميلهم إلى الفجور والفساد، بحال الطير. قوله:((إلا أصغى ليتا)) ((تو)): أي أمال صفحة عنقه، والمراد منه ها هنا