يكون أصلب من الجميع كقاعدة الجدار وأسه, وإذا كان أصلب كان أطول بقاء.
((مح)): هذا خصوص, فيخص منه الأنبياء عليهم السلام فإن الله حرم على الأرض أجسادهم كما صرح به في الحديث.
الحديث الثاني والثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله:((يقبض الله الأرض يوم القيامة)) ((قض)): عبر عن إفناء الله تعالى هذه المظلة والمقلة ورفعها من البين وإخراجهما من أن يكونا مأوى ومنزلا لبني آدم بقدرته الباهرة التي تهون عليها الأفعال العظام التي تتضلئل دونهما القوى وتتحير فيها الأفهام والفكر على طريقة التمثيل والتخييل, وأضاف في الحديث الذي يليه طي السموات وقبضها إلى اليمين, وطي الأرض على الشمال تشبيها وتخييلا لما بين المقبوضين من التفاوت ةالتفاضل.
التوربشتي: اعلم أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الحدوث وصفه الأجسام, وكل ما ورد في القرآن والأحاديث في صفاته مما ينبئ عن الجهة والفوقية والاستقرار والإتيان والنزول, فلا نخوض في تأويله, بل نؤمن بما هو مدلول تلك الألفاظ على المعنى الذي أراد الله سبحانه مع التنزيه عما يوهم الجهة والجسمية.
الحديث الرابع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قوله:((يمسك السموات يوم القيامة على أصبع)) التوربشتي: السبيل في هذا الحديث أن يحمل على نوع من المجاز, أو ضرب من التمثيل, والمراد منه تصوير عظمته, [والتوقيف] * على جلالة شأنه, وأنه سبحانه يتصرف في المخلوقات تصرف أقوى قادر على أدنى مقدور,