٥٥٣٤ - وعن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين, راهبين, واثنان على بعير, وثلاثة على بعير, وأربعة على بعير,
ــ
أن النزل التام هو الجنة, كما كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها, والكرامة التامة هي اللقاء وحلول الرضوان, رزقنا الله وإياكم النعمة العظمى.
((بالام والنون)) أما النون: فهو الحوت باتفاق العلماء.
وأما بالام: فبباء موحدة مفتوحة, وتخفيف اللام, وميم منونة مرفوعة, وفي معناه أقوال, الصحيح منها ما اختاره المحققون أنها لفظة عبرانية معناها بالعبرانية ((الثور)) وفسر اليهودي به, ولو كانت عربية لعرفتها الصحابة ولم يحتاجوا إلى سؤاله عنها.
وأما قوله: ((يأكل منها سبعون ألفا)) قال القاضي عياض: إنهم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب فخصوا بأطيب النزل.
ويحتمل أنه عبر به عن العدد الكثير ولم يرد الحصر في ذلك القدر, وهذا معروف في كلام العرب, والله أعلم.
الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((يحشر الناس ثلاث طرائق)) ((خط)): الحشر المذكور في هذا الحديث إنما يكون قبل قيلم الساعة, يحشر الناس أحياء إلى الشام, فأما الحشر بعد البعث من القبور فإنه على خلاف هذه الصورة من ركوب الإبل والمعاقبة عليها, وإنما هو على ما ورد في الحديث أنهم يبعثون حفاة عراة. وفسر ((ثلاثة على بعير وأربعة على بعير)) على أنهم يعتقبون بالبعير الواحد يركب بعضهم ويمشي بعضهم.
((تو)): قول من يحمل الحشر على الحشر الذي هو بعد البعث من القبور أشد وأقوى وأشبه بسياق الحديث من وجوه, إحداها: أن الحشر على الإطلاق في متعارف الشرع لا يراد منه إلا الحشر الذي بعد قيام الساعة, إلا أن يخص بنوع من الدليل, ولم نجده هاهنا.
والآخر: أن التقسيم الذي ذكر في هذا الحديث لا يستقيم في احشر إلى أرض الشام, لأن المهاجر إليها لابد أن يكون راهبات راغبا, أو راغبا راهبا, فأما أن لا يكون راغبا وراهبا وتكون هذه طريقة واحدة لا ثاني لها من جنسها فلا.
والثالث: أن حشر (النار) * بقية الطائفتين على ما ذكره في هذا الحديث إلى أرض الشام والتزامها بهم حتى لا تفارقهم في مقيل, ولا مبيت, ولا مساء ولا قول لم يرد به التوقيف, ولم يكن لنا أن نقول بتسليط النار على أولى الشقاوة في هذه الدار من غير توقيف.
والرابع – وهو أقوى الدلائل وأوثقها: - ما روي عن أبي هريرة, وهو في الحسان من هذا الباب
ك – ((يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف ... الحديث)).