للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٥٠ - وعن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) متفق عليه.

٥٥٥١ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يدني المؤمن فيضع على كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب! حتى قرره بذنوبه، ورأي نفسه أنه قد هلك. قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}. متفق عليه.

٥٥٥٢ - وعن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقول: هذا فكاكك من النار)) رواه مسلم.

ــ

الحديث الثاني عن عدي رضي الله عنه: قوله: ((ولو بشق تمرة)) ((مظ)) يعني إذا عرفتم ذلك فاحذروا من النار ولا تظلموا أحداً ولو بشق تمرة.

أقول: ويحتمل أن يقال: المعنى إذا عرفتم أنه لا ينفعكم في ذلك اليوم شيء إلا العمال الصالحة، وأن أمامكم النار، فاجعلوا الصدقة جنة بينكم وبينها ولو بشق تمرة.

الحديث الثالث عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((كنفه ويستره)) ((قض)): كنفه حفظه وستره عن أهل الموقف وصونه عن الخزي والتفضيح، مستعار من كنف الطائر وهو جناحه يصون به نفسه، ويستر به بيضه ويحفظه، وأصله الجانب، يقال: أكنفت الرجل إذا صنته.

وفيه: ((حتى أقره بذنوبه)) أي جعله مقرا بأن أظهر له ذنوبه وألجأه إلى الإقرار بها.

الحديث الرابع عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: قوله: ((فكاكك)) ((تو)): فكاك الرهن ما يفك به ويخلص. والكسر فيه لغة.

((قض)): لما كان لكل مكلف مقعد من الجنة ومقعد من النار، فمن آمن حق الإيمان بدل مقعده من النار بمقعد من الجنة، ومن لم يؤمن فبالعكس، كانت الكفرة كالخلف للمؤمنين في مقاعدهم من النار، والنائب منابهم فيها، وأيضاً لما سبق القسم الإلهي بملء جهنم كان ملاؤها من الكفار خلاصاً للمؤمنين ونجاة لهم من النار، فهم في ذلك للمؤمنين كالفداء والفكاك،

<<  <  ج: ص:  >  >>