للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبد فيقول: أي فل: ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى)) قال: ((أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني قد أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني، فذكر مثله، ثم يلقى الثالث،

ــ

وخفائه كما يفعلون في الهلال. او لا يضمكم شيء دون رؤيته فيحول بينكم وبينها. وبالتخفيف من الضيم، أي: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعض دون بعض، بل تستوون فيها، وأصله ((تضيمون)) فنقلت فتحة الياء إلى الضاد فصارت ألفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها، وكذلك ((تضارون)) بالتخفيف، وأما المشدد فيحتمل أن يكون مبنياً للفاعل على معنى لا تضارون بعضكم بالمخالفة والمجادلة في صحة الرؤية، فسكنت الراء الأولى وأدغمت في الثانية، أو يكون مبينا للمفعول على معنى: لا تضارون أي تنازعون في رؤيته.

وفيه: ((وأذرك)) أي: لم أذرك ولم أمكنك على قومك فتصير رئيسهم وتأخذ من مرباعهم وهو ربع الغنيمة وكان ملوك الجاهلية يأخذونه.

قوله ((أي فل)) نه: معناه يا فلان، وليس ترخيماً له، لأنه لا يقال إلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها او ضموها.

قال سيبويه: ليست ترخيماً وإنما هو صيغة ارتجلت في باب النداء، وقد جاء في غير النداء، قال:

((في لجة أمسك فلاناً عن فل)) بكسر اللام للقافية.

وقال الزهري: ليس بترخيم فلان ولكنها كلمة على حدة فبنو أسد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث.

وقال قوم: إنه ترخيم فلان، فحفت النون للترخيم والألف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم.

قوله: ((ألا كما تضارون ...)) كان الظاهر أن يقال: لا تضارون في رؤية ربكم كما لا تضارون في رؤية أحدهما، ولكنه أخرج مخرج قوله:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

أي: لا تشكون إلا كما تشكون في رؤية القمرين، وليس في رؤيتهما شك، ولا تشكون فيه البتة.

((فإني قد أنساك)) مسبب عن قوله: ((أفظننت أنك ملاقي)) يعني سودتك وزوجتك، وفعلت بك من الإكرام حتى تشكرني وتلقاني لأزيد في الإنعام وأجازيك عليه، فلما نسيتني في الشكر نسيناك وتركنا جزاءك وعليه قوله تعالى: {كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}

<<  <  ج: ص:  >  >>