الكاتبين شهودا)). قال:((فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي)). قال:((فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام)). قال:((فيقول: بعداً لكن وسحقاً، فعنكن كنت أناضل)) رواه مسلم.
٥٥٥٥ - وعن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال:((فهل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟)) قالوا: لا. قال:((فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟)) قالوا: لا. قال:((فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما)). قال:((فيلقى
ــ
قلت: بذل له مطلوبه وزاد عليه تأكيداً وتقريراً.
قوله: ((كنت أناضل)) ((نه)) أي: أجادل وأخاصم وأدافع، يقال: فلان يناضل عن فلان، إذا رمى عنه وحاج وتكلم بعذر ودفع عنه.
قال الشيخ أبو حامد في الإحياء في هذا الحديث:((نعوذ بالله من الافتضاح على ملأ الخلق بشهادة الأعضاء إلا أن الله وعد المؤمن أن يستر عليه ولا يطلع عليه غيره كما أخبر به بقوله: ((إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره ..)) الحديث.
ثم قال: فهذا عبد مؤمن يستر على الناس عيوبهم، واحتمل في نفسه تقصيرهم فلم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس، ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فمثل هذا العبد جدير بان يجازى بمثل فعله ذلك في القيامة، ويرجو ستر الله عليه ذنوبه.
الحديث السابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((هل تضارون)) ((مح)): روى ((تضارون)) بتشديد الراء وتخفيفها، والتاء مضمومة فيهما.
وفي الرواية الأخرى:((هل تضامون)) بتشديد الميم وتخفيفها، فمن شددها فتح التاء، ومن خففها ضمها. وفي رواية البخاري:((لا تضارون أو لا تضامون)) على الشك.
((قض)): ((تضارون)) المشدد من الضرر، والمخفف من الضير، أي: تكون رؤيته تعالى رؤية جلية بينة لا تقبل مراء ولا مرية فيخالف فيها بعضكم بعضاً. ويكذبه، كما لا يشك في رؤية أحدهما – يعني: الشمس والقمر- ولا ينازع فيهمان فالتشبيه إنما وقع في الرؤية باعتبار جلائها وظهورها بحيث لا يرتاب فيها، لا في سائر كيفياتها ولا في المرئي، فإنه سبحانه منزه عن الجسمية وعما يؤدي إليها.
و ((تضامون)) بالتشديد من الضم أي: لا يضم بعضكم إلى بعض في طلب رؤيته لإشكاله