للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر، وزواياه سواء، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منها فلا يظمأ أبدا)). متفق عليه.

٥٥٦٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشد بياضًا من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه)). قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟ قال: ((نعم لكم سيماء ليست لأحد من الأمم، تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء)). رواه مسلم.

ــ

و ((كيزانه كنجوم السماء)) أي: في الإشراق والكثرة.

وقوله: ((يشرب)) يجوز أن يكون مرفوعاً على أن ((من)) موصولة ومجزوماً على أنها شرطية.

قوله: ((ماؤه أبيض)) مح: النحويون يقولون: لا يبنى فعل التعجب وأفعل التفضيل من الألوان والعيوب بل يتوصل إليه بنحو: أشد وأبلغ، فلا يقال: ما أبيض زيداً، ولا زيد أبيض من عمرو، وهذا الحديث يدل على صحة ذلك وحجة على من منعوه، وهي لغة وإن كانت قليلة الاستعمال.

الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أبعد من أيلة من عدن)) من الأولى متعلقة بـ ((أبعد)) والثانية متعلقة ببعد مقدر، أي: أبعد من بعد أيلة من عدن، والحاصل أن بعد ما بين طرفي الحوض أزيد من بعد ما بين أيلة وعدن.

تو: ((أيلة)) بالياء الساكنة بلدة على الساحل من آخر بلاد الشام مما يلي بحر اليمن، و ((عدن)) آخر بلاد اليمن مما يلي بحر الهند.

قض: اختلاف الأحاديث في مقدار الحوض لأنه صلى الله عليه وسلم قدره على سبيل التمثيل والتخمين لكل أحد على حسب ما رآه وعرفه.

قوله: ((وأحلى من العسل)) أي: ألذ من العسل المخلوط ((باللبن)) ونظيره قول الشاعر:

ونغمه معتف جدواه أحلى ... على أذنيه من نغم السماع

أي: ألذ.

وقوله: ((وإني لأصد الناس)) يراد بالناس المذكورون في الحديث الآتي.

قوله: ((سيماء)) فا: السومة والسيماء والسيمياء العلامة.

قوله: ((يغت)) قض: أي يدفق دفقا متتابعاً دائماً بقوة، فكأنه من ضغط الماء لكثرته عند خروجه، وأصل الغت الضغط.

<<  <  ج: ص:  >  >>