٥٥٦٩ - وفي رواية له عن أنس، قال: ((ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)).
٥٥٧٠ - وفي أخرى له عن ثوبان، قال: سئل عن شرابه. فقال: ((أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل يغت، فيه ميزابان يمدانه من الجنة: أحدهما من ذهب والآخر من ورق)).
٥٥٧١ - وعن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فأقول: سحقاً سحقاً لمن غير بعدي)). متفق عليه.
٥٥٧٢ - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا! فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك
ــ
الحديث الرابع عن سهل رضي الله عنه: قوله: ((فرطكم)) مح: الفرط بفتح الفاء والراء هو الفارط الذي يتقدم الوراد ليصلح لهم الحياض والدلاء والأرشية وغيرها من أمور الاستسقاء، فمعناه: إني سابقكم إلى الحوض كالمهييء لكم.
قال القاضي عياض: ظاهر هذا الحديث يدل على أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار.
و ((سحقاً سحقاً)) أي: بعداً لهم، ونصبه على المصدر، وكرر للتأكيد.
الحديث الخامس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((يهموا بذلك)) ((مح)): على بناء المجهول، أي: يحزنون لما امتحنوا به من الحبس، من قولهم: ((أهمني)) إذا أقلقك وأحزنك.
قوله: ((لو استشفعنا)) لو هي المتضمنة للتمني والطلب.
وقوله: ((فيريحنا)) من الإراحة، ونصبه بأن المقدرة بعد الفاء الواقعة جواباً للو، والمعنى: لو استشفعنا أحداً إلى ربنا فيشفع لنا فيخلصنا مما نحن فيه من الكرب والحبس، قال في أساس البلاغة: شفعت له إلى فلان وأنا شافعه وشفيعه واستشفعني إليه فشفعت له، واستشفع بي، قال الأعشى:
مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى ليلى الغداة شفيع
وقوله: ((أنت آدم)) هو من باب قوله: أنا أبو النجم وشعرى شعرى.