للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال. فقال الله لجبريل: ((اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)). رواه مسلم.

٥٥٧٨ - وعن أبي سعيد الخدري، أن ناساً قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيها سحاب؟)) قالوا: لا، يا رسول الله! قال: ((ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد.

فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار، حتى

ــ

تعالى: {والله يعلم إنك لرسوله} في قوله تعالى: {قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} اللهم ارزقنا شفاعة هذا النبي صلى الله عليه وسلم المكرم والشفيع المشفع يوم الدين، ولا تسؤه فينا بأن تحرمنا شفاعته يا رب العالمين.

مح: هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد: منها بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته واعتنائه بمصالحهم واهتمامه في أمرهم.

ومنها: البشارة العظيمة لهذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا بما وعده الله تعالى بقوله: ((سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)) وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة.

ومنها: بيان عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى، وعظم لطفه سبحانه وتعالى به صلى الله عليه وسلم، والحكمة في إرسال جبريل عليه السلام لسؤاله صلى الله عليه وسلم إظهار شرفه وأنه بالمحل الأعلى فسترضى وتكرم.

((ولا نسوؤك)) تأكيد للمعنى، أي: لا نخزيك في حق أمتك، لما قد يتوهم أن قوله: ((سنرضيك)) قد يراد به في حق البعض بأن يعفو عنهم ويدخل الباقي في النار، فقال الله تعالى: نرضيك ولا ندخل عليك حزناً بل ننجي الجميع.

الحديث الحادي عشر عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه:

قوله: ((والأنصاب)) الأنصاب جمع نصب، وهي حجارة كانت تعبد من دون الله تعالى ويذبحون عليها تقرباً إلى آلهتهم، وكل ما نصب واعتقد تعظيمه من الحجر والشجر فهو نصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>