٢٤٩ - عن الحسن مرسلا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام، فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة)). رواه الدارمي [٢٤٩].
ــ
آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} على أن يكون ((وآخرين)) عطفاً على ((هم)) في ((يعلمهم))، فإن قوله:((هذا العلم)) إشارة إلى الكتاب والحكمة، وقوله:((من الخلف عدوله)) بمنزلة {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}.
وفيه تعريض باليهود، وتحريفهم وتبديلهم التوراة وتأويلها بالباطل، وإحماد عظيم لهذه الأمة المرحومة، وبيان لجلالة قدر المحدثين، وعلو مرتبتهم. ولعمري! إن الرواية من أقوى أركان الدين، وأوثق عرى اليقين، لا يرغب في نشره إلا كل صادق تقي، ولا يزهد في نصره إلا كل منافق شقي. قال ابن القطان: ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث. وقال محمد ابن أسلم الطوسي: قرب الأسانيد قرب إلى الله تعالى، وقال الحاكم: لولا كثرة مواظبة طائفة المحدثين على حفظ الأسانيد. لدرس منار الإسلام، ولتمكن أهل الإلحاد والمبتدعة من وضع الأحاديث، وقلب الأسانيد.
قوله:((وانتحال)) ((نه)): كان بشر بن أثير يقول الشعر، ويهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينحله بعض العرب- أي ينسبه إليهم، من النحلة، وهي النسبة بالباطل. ((غب)): الانتحال ادعاء الشيء وتناوله، ومنه: فلان ينتحل الشعر. وأقول: لعل الأول الأنسب بمعنى الحديث. والله أعلم.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن الحسن: قوله: ((وهو يطلب العلم)) الجملة الاسمية وقعت حالا من مفعول ((جاء)) والمعنى من أدركه الموت في حال استمراره في طلب العلم ونشره ودعوة الناس إلى الطريق المستقيم، فبينه وبين النبيين درجة، ونحوه في التقدير بالحال {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، أي داوموا على حالة الإسلام، وواظبوا عليها، بحيث إذا أردككم الموت تكونوا مسلمين. وقد سبق أن وراث الأنبياء هم العلماء الزاهدون في الدنيا المتنزهون عن شوائب الهوى، الداعون الخلق إلى الله تعالى، فهم الذين يحيون الإسلام. وأكد درجة بـ ((واحدة)) لأنها