للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم، حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة في الحق - قد تبين لكم - من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا! كانوا يصومون معنا، ويصلون، ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من

ــ

قوله: ((كأجاويد الخيل)) نه: هي جمع أجواد وأجواد جمع جواد، وهي الفرس السابق الجيد.

قوله: ((فناج مسلم ....)) قسم المارة على الصراط من المؤمنين على ثلاث فرق، قسم مسلم فلا يناله شيء أصلاً، وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص، وقسم يكردس ويلقى فيسقط في جهنم، وخدش الجلد قشره بعود أو نحوه، خدشه يخدشه خدشاً.

مح: ((مكدوس)) بالسين المهملة هكذا هو في الأصول، وكذا نقله القاضي عياض عن أكثر الرواة، قال: ورواه العذري بالشين المعجمة، ومعناه بالمعجمة السوق الشديد، وبالمهملة كون الأشياء بعضها راكبة على بعض، ومنه تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضاً.

مح: ((مكدوس في النار)) أي: جمعت يداه ورجلاه وألقي فيها.

قوله: ((حتى إذا خلص)) ((حتى)) غاية قوله: ((ومكدوس في نار جهنم)) أي: يبقى المكدوس في النار حتى يخلص بعد العذاب بمقدار ذنبه، أو بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بفضل الله تعالى، ووضع المؤمنون في موضع الراجع إلى المكدوس إشعاراً بالعلية وأن صفة الإيمان منافية للخلود في النار.

قوله: ((ما من أحد منكم)) خطاب للمؤمنين.

قوله: ((بأشد)) خبر.

و ((مناشدة)) منصوب على التمييز.

و ((في الحق)) ظرف له.

و ((قد تبين)) حال إما من الضمير في أشد، وإما من الحق.

و ((من المؤمنين)) متعلق أفعل، أي: بأشد مناشدة منكم، فوضع المظهر موضع المضمر.

و ((الله)) متعلق بمناشدة.

مح: معناه ما منكم من أحد يناشد الله في الدنيا في استيفاء حقه واستقصائه وتحصيله من جهة خصمه والمعتدي عليه بأشد منكم مناشدة لله تعالى في الشفاعة لإخوانكم يوم القيامة - انتهى كلامه -.

وقوله: ((يقولون: ربنا كانوا يصومون)) بيان لمناشدتهم في الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>