للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أضحك، فقالوا: ممَّ تضحكُ؟ فقال: هكذا ضحكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ممَّ تضحكُ يا رسول الله؟ قال: ((من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت ربُّ العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قدير)). رواه مسلم.

٥٥٨٣ - وفي رواية له عن أبي سعيد نحوه، إلا أنه لم يذكر ((فيقولُ: يا بن آدم! ما يصريني منك؟)) إلى آخر الحديث وزاد فيه: ((ويذكره الله: سل كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله: هو لك وعشرة أمثاله قال: ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فيقولان: الحمد لله الذى أحياك لنا وأحيانا لك. قال: فيقول: ما أعطى أحدٌ مثل ما أُعطيت)).

٥٥٨٤ - وعن أنسٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ليصيبن أقوامًا سفعٌ من النار بذنوبٍ أصابوها عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضله ورحمته فيقال لهم: الجهنميون)). رواه البخاري.

٥٥٨٥ - وعن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرجُ أقوامٌ من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنَّة ويُسمَّون الجهنميين)). رواه البخاري. وفي رواية: ((يخرج قوم من أُمَّتي من النَّار بشفاعتي، يسمَّون الجهنميين)).

ــ

قوله: ((زوجتاه)) مح: بالتاء تثنية زوجة هكذا ثبت في الروايات والأصول، وهي لغة صحيحة معروفة.

((الحمد لله الذى أحياك لنا وأحيانا لك)) معناه خلقك لنا وخلقنا لك، وضع أحيا موضع خلق إشعارًا بالخلود، وأنه تعالى جمع بينهما في هذه الدار التي لا موت فيها، وأنها دائمة السرور والحياة، قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان}. والله أعلم.

الحديث الخامس عشر والسادس عشر عن عمران رضي الله عنه: قوله: ((يسمون الجهنميين)) ليست التسمية بها تنقيصًا لهم بل استذكارًا، ليزيدوا فرحًا على فرح، وابتهاجًا على ابتهاج، ولأن يكون ذلك علمًا لكونهم عتقاء الله تعالى، ونحوه ما سبق في حديث أبي سعيد: ((فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل)).

<<  <  ج: ص:  >  >>