٥٥٩٣ - وعن زيد بن أرقم، قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلنا منزلا، فقال:((ما أنتم جزءٌ من مائة ألف جزء ممن يردُ عليَّ الحَوضَ)). قيل: كم كنتم يومئذ؟ قال: سبعمائة أو ثمانمائة. رواه أبو داود. [٥٥٩٣]
٥٥٩٤ - وعن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذ لكل نبي حوضًا، وإنهم ليتباهون أيُّهم أكثر واردةً، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردةً)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٥٥٩٤]
٥٥٩٥ - وعن أنسٍ، قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال: ((أنا
ــ
الحديث الثاني والثالث عن سمرة رضي الله عنه: قوله: ((إن لكل نبي حوضًا)) يجوز أن يحمل على ظاهره فيدل على أن لكل نبي حوضًا، وأن يحمل على المجاز ويراد به العلم والهدى، ونحوه قوله:((ومنبري على حوضي)) في وجه، وإليه يلمح قوله صلى الله عليه وسلم:((ما من نبي من الأنبياء إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة)).
وقوله:((أيهم أكثر واردة)) أي ناظرين أيهم أكثر أمة واردة.
الحديث الرابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((فأين أطلبك؟)) أي في أي موطن من المواطن التي أحتاج إلى شفاعتك أطلبك، لتخلصني من تلك الورطة؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم:((على الصراط وعند الميزان والحوض)) أي أنت في أفقر أوقاتك إلى شفاعتي في هذه المواطن، فإن قلت: كيف التوفيق بين هذا الحديث وحديث عائشة رضي الله عنها في الفصل الثاني من باب الحساب: ((فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدًا؟)).
قلت: جوابه لعائشة رضي الله عنها بذلك لئلا تتكل على كونها حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي هريرة لئلا ييأس.