للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٥٧ - وعن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده فقال: ((كلاهما على خير، وأحدهما أفضل من صاحبه؛ أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم. وأما هؤلاء فيتعلمون الفقه أو العلم ويعلمون الجاهل، فهم أفضل، وإنما بعثت معلماً)). ثم جلس فيهم. رواه الدارمي [٢٥٧].

٢٥٨ - وعن أبي الدرداء، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيهاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حفظ على أمتي أربعين حديثاً في أمر دينها، بعثه الله فقيهاً، وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً)). [٢٥٨]

ــ

منهن، ولا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فإذا كان ثواب التهجد هذا، فما ظنك بثواب التدارس الذي الساعة منها أفضل من إحيائها؟.

الحديث التاسع عن عبد الله بن عمرو: قوله: ((أما هؤلاء)) تقسيم للمجلسين باعتبار القوم أو الجماعة بعد التفريق بينهما باعتبار النظر إلى المجلسين في إفراد الضمير، ((ويرغبون إليه)) أي يرغبون فيما عند الله من الثواب متوسلين إليه، والمفعول الثاني المحذوف في ((أعطاهم)) يرجع إلى ما عند الله المقدر، أي إن شاء أعطاهم ما عنده من الثواب. وفي تقييد القسم الأول بالمشيئة وإطلاق القسم الثاني إشارة إلى بون بعيد بينهما. وفي قوله: ((إنما بعثت معلماً)) إشعار بأنهم منه، وهو منهم، ومن ثم جلس فيهم.

الحديث العاشر عن أبي الدرداء: قوله: ((ما حد العلم)) ((غب)): حد الشيء الوصف المحيط بمعناه، المميز عن غيره. قال محيي الدين: معنى الحفظ هنا أن ينقل الأحاديث الأربعين إلى المسلمين، وإن لم يحفظها ولا عرف معناها، هذا حقيقة معناه، وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظها ما لم ينقلها إليهم. واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقة، وقد صنف العلماء في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات، فأول من علمته صنف فيه عبد الله بن المبارك، ثم محمد بن أسلم الطوسي العالم الرباني، ثم الحسن بن سفيان النسوي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الأصفهاني، وأبو بكر الآجري، والدارقطني، والحاكم، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو سعيد الماليني، وأبو عثمان الصابوني، ومحمد بن عبد اله بن محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>