للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٦٩٥ - وعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقولُ: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، فتقول: قط قط، بعزتك وكرمك، ولايزال في الجنة فضلٌ حتى ينشيء الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنة)). متفق عليه. وذكر حديث أنس: ((حفت الجنة بالمكاره)) في ((كتاب الرقاق)).

الفصل الثاني

٥٦٩٦ - عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لما خلق الله الجنة قال

ــ

ما جاء من هذا القبيل في الكتاب والسنة كاليد والأصبع والعين والمجيء والإتيان والنزول، فالايمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.

قوله: ((قط قط)) أي حسبي.

((مح)): فيه ثلاث لغات، بإسكان الطاء فيهما، وبكسرها منونة وغير منونة.

((ويزوي بعضها إلى بعض)) أي يضم بعضها إلى بعض ويجمع.

وقوله: ((وأما الجنة)) أما التفصيلية تقتضي متعددًا وقرينتها قوله: ((فلا يظلم الله من خلقه)). يعني أما النار فيضع الله رجله فتمتليء، ولا ينشيء لها خلقًا فلا يظلم الله من خلقه أحدًا لم يعمل سوءا، وأما الجنة فينشيء لها خلقًا لم يعمل خيرًا، حتى تمتليء، فإن الله متفضل على عباده بغير عمل منهم فالله أعلم بحقائق الأمور. ((مح)): وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا.

هذا دليل لأهل السنة على أن الثواب ليس متوقفًا على الأعمال، فإن هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون الجنة بغير عمل - انتهى كلامه.

وللمعتزلة أن يقولوا: إن نفي الظلم عمن لم يذنب دليل على أنه إن عذبهم كان ظلمًا وهو عين مذهبنا.

والجواب: إنا وإن قلنا: إنه تعالى وإن عذبهم لم يكن ظالما فإنه لم يتصرف في ملك غيره، لكنه تعالى لا يفعل ذلك لكرمه ولطفه مبالغة في نفي الظلم وإثبات للكرم.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>